في ندوة صحفية عقدها اليوم الخميس بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط، شنّ عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للحزب، هجومًا لاذعًا على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياه باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية، على خلفية مشروع تحلية مياه البحر في الدار البيضاء.
بوانو وصف ما حدث بـ”الفضيحة السياسية” التي تضع أخنوش في مواجهة مباشرة مع الدستور المغربي، لا سيما الفصل 36 المتعلق بتنازع المصالح. وأضاف أن “المشروع الذي كلف 16 مليار درهم على مساحة 50 هكتارًا، فازت به شركة أفريقيا غاز التي يملكها رئيس الحكومة نفسه، مما يثير تساؤلات جدية حول الشفافية واحترام القوانين“.
وخلال الندوة، انتقد بوانو تصريحات أخنوش التي أدلى بها تحت قبة البرلمان، حيث دافع الأخير عن الصفقة معتبرًا أنها تمت وفق معايير شفافة وفي إطار منافسة مفتوحة. وقال بوانو: “رئيس الحكومة لم يقدم إجابات مقنعة، بل تهرّب بالحديث عن إنجازات 25 سنة مضت، بدلًا من التركيز على أداء حكومته الحالية“.
وأضاف: “ما يميز هذه الحكومة هو تضارب المصالح، ورئيسها أصبح نموذجًا لهذا التضارب، سواء في ملف تحلية مياه البحر، أو في مشاريع الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة“.
رئيس الحكومة، في تصريحاته السابقة، نفى وجود أي شبهة تضارب مصالح، موضحًا أن الصفقة لم تحصل على دعم حكومي، وأن شركته قدمت أفضل العروض من حيث الجودة والسعر. وأضاف: “لا يمكن لأي طرف منع الشركات الوطنية من الاستثمار، والادعاءات التي تتحدث عن الامتيازات محض افتراء“.
لكن بوانو اعتبر هذا الرد بمثابة محاولة للتغطية على ما وصفه بـ”استغلال النفوذ”. وقال: “هذه الصفقة ليست فقط خرقًا للقانون، بل إنها أيضًا رسالة سلبية للمستثمرين الأجانب، حيث تظهر أن المنافسة في المغرب ليست دائمًا عادلة“.
وشدد بووانو، أن الصفقة استفادت من الدعم العمومي، عكس ما صرخ به رئيس الحكومة في جلسة دستورية عمومية أمام مجلس النواب.