كشف البحث الوطني حول الروابط الاجتماعية، الذي أجراه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بين دجنبر 2022 وفبراير 2023، عن تغييرات مهمة في النسيج الاجتماعي المغربي، خاصة بفعل تأثيرات جائحة كوفيد-19، بناءً على عينة مكونة من 6 آلاف مستجوب.
الأسرة في قلب المجتمع
أظهر البحث استمرار تفوق الروابط الأسرية، رغم تحسن طفيف في علاقات الصداقة والجوار والعمل، بينما بقي الرابط السياسي الأكثر هشاشة. وأبرزت الدراسة أن الأسرة تظل محور التكافل والدعم المادي والنفسي، إضافة إلى دورها في رعاية الأطفال وتوفير فرص العمل.
تراجع الصداقات والجوار
سجل البحث تراجع دور الأسرة في تكوين الصداقات، إذ انخفضت نسبتها من 88% في 2011 إلى 57% في 2023، مع زيادة الصداقات التي تنشأ خارج الإطار العائلي. كما أظهرت نتائج البحث أن تدابير التباعد الاجتماعي خلال الجائحة عمقت عزلة الجيران، حيث بات التواصل محدوداً بين سكان الأحياء.
تأثير الجائحة على العلاقات المهنية
رغم بقاء العلاقات المهنية جيدة بنسبة 76%، مقارنة بـ88% في 2016، فقد تراجعت قدرة بيئة العمل على خلق صداقات خارج إطارها، مما يعكس تحوّل الزمالة إلى علاقة مهنية بحتة.
قضايا المرأة والمساواة الأسرية
كشف البحث عن استمرار الصور النمطية كعائق أمام المشاركة السياسية للنساء، رغم دعم 70% من المستجوبين لمراجعة مدونة الأسرة لجعلها أكثر توافقاً مع دستور 2011، حيث طالب 32% بتقاسم الممتلكات المكتسبة أثناء الزواج، و20% بإصلاح إجراءات الطلاق.
روابط المغاربة في الخارج
أظهر البحث استمرار متانة الروابط العائلية بين المغاربة داخل وخارج الوطن، إذ يحرص 75% من المستجوبين على التواصل شهرياً مع أقاربهم بالخارج، فيما وصف 77% علاقاتهم بأفراد أسرهم في المهجر بأنها جيدة أو ممتازة.
يعكس هذا البحث مدى رسوخ الروابط الأسرية رغم التحولات، ويبرز الحاجة إلى سياسات تعزز الصداقة والجوار، مع الاستمرار في تحديث القوانين لتواكب تطلعات المجتمع المغربي الحديث.