على بعد ساعات من صافرة الانطلاقة، لا حديث في الأوساط الكروية سوى عن النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، التي تقام هذه السنة على الأراضي الأمريكية بمشاركة غير مسبوقة لـ32 فريقاً يمثلون مختلف القارات.
غير أن المفاجأة الكبرى لم تكن فقط في عدد المشاركين، بل في حجم الغنائم المالية التي رصدها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والتي وصلت في مجموعها إلى مليار دولار أمريكي، موزعة بين مكافآت الأداء الرياضي ومنح المشاركة.
توزيع غير متوازن… والأوروبيون في المقدمة
من أصل المليار المخصص، خُصص مبلغ 525 مليون دولار كمنح للمشاركة، فيما ستوزع 475 مليون دولار بناءً على النتائج الرياضية خلال مجريات البطولة.
وهنا تبرز الفوارق الشاسعة في توزيع المنح، حيث ستحصل بعض الأندية الأوروبية على منحة تصل إلى 38 مليون دولار فقط بمجرد المشاركة، مقابل 9.55 مليون دولار لكل فريق من القارات الأخرى، من بينها ممثل إفريقيا المغرب، نادي الوداد الرياضي.
أما أندية أوقيانوسيا، فستخوض المسابقة بمنحة “متواضعة” لا تتجاوز 3.58 مليون دولار، وهو ما يثير مجدداً النقاش حول مبدأ “العدالة المالية” في المنافسات العالمية.
أموال مقابل كل تمريرة ناجحة؟
لكن الإثارة لا تتوقف عند حدود المشاركة، فكل فوز في دور المجموعات سيعني إضافة 2 مليون دولار إلى خزينة الفريق، بينما سيُمنح مليون واحد عن كل تعادل. أما طريق التتويج فمرصوف بالدولارات:
7.5 مليون دولار للتأهل إلى ثمن النهائي
13.125 مليون لربع النهائي
21 مليون لنصف النهائي
30 مليون لمن يبلغ النهائي
و40 مليون دولار كاملة لصاحب الكأس
بهذا يكون الفريق المتوج بالبطولة أمام فرصة لاقتناص 125 مليون دولار، إذا ما حقق العلامة الكاملة من دور المجموعات حتى التتويج.
إنفانتينو: “أكبر حزمة مالية في تاريخ اللعبة”
وفي تعليقه على هذه الجوائز الضخمة، قال رئيس “فيفا” جياني إنفانتينو:
“إنها أكبر حزمة مالية تم تخصيصها لبطولة كرة قدم تعتمد نظام المباريات السبع… نحن لا نحتفل فقط بتوسيع قاعدة المشاركة، بل نعيد تعريف ما تعنيه كرة القدم على الصعيد المالي والتجاري”.
بين الحلم والواقع.. هل تذيب الأموال فوارق الأداء؟
المراقبون يعتبرون أن التوزيع المالي يعكس التوجهات التجارية الجديدة للفيفا، والتي تراهن على البث التلفزيوني وعائدات الإعلانات، أكثر من اهتمامها بتكافؤ الفرص. ويبقى السؤال مفتوحاً:
هل تُعيد الأموال رسم خارطة المنافسة، أم ستبقى الفرق الكبرى – كالعادة – تحتكر المجد والذهب؟
الأكيد أن هذه النسخة من الموندياليتو ليست ككل النسخ، فهنا، كل لمسة قد تُترجم إلى ملايين.