أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة، التي دعا فيها إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، مشيرًا إلى أن الدولتين العربيتين يمكن أن تستوعبا الفلسطينيين “مؤقتًا أو على المدى الطويل”.
التصريحات جاءت على متن طائرته الرئاسية يوم السبت، حيث وصف الوضع في غزة بأنه “فوضوي”، معتبرًا أن التعاون مع مصر والأردن هو السبيل الأفضل لمعالجة ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية”. وأضاف: “إن غزة الآن في حالة دمار، حيث يموت الناس كل يوم، ومن الأفضل توفير مساكن لهم في أماكن أخرى يعيشون فيها بسلام”.
ترامب أشار إلى محادثة هاتفية أجراها مع ملك الأردن عبد الله الثاني، ناقش خلالها إمكانية استقبال المملكة لعدد أكبر من الفلسطينيين، حيث قال: “أود أن تأخذوا المزيد”، في إشارة إلى الضغوط المتزايدة على قطاع غزة. كما أعلن عن عزمه التحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحث مصر على استقبال الفلسطينيين.
في السياق نفسه، أيد إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، مقترح ترامب عبر تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). وأوضح بن غفير أن تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين من غزة هو أحد مطالبه الأساسية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتُعد هذه الدعوة تحديًا حساسًا بالنسبة للأردن، الذي يستضيف ملايين اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948. وأثارت تصريحات ترامب قلقًا بشأن الضغط المتزايد على البنية التحتية والاقتصاد الأردني، فضلًا عن تأثيرها على التوازن الديموغرافي في المملكة.
مصر بدورها أبدت تحفظًا شديدًا على الفكرة، مشيرة إلى أن نقل الفلسطينيين من غزة يُعتبر تهديدًا للأمن القومي المصري. وحذرت القاهرة من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى توتر العلاقات مع إسرائيل وتؤثر سلبًا على اتفاق السلام الموقع بين البلدين.
التصريحات أثارت موجة من الجدل الإقليمي والدولي، إذ يعتبر كثيرون أن مقترح ترامب لا يقدم حلًا حقيقيًا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل يعمق الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.