دفع تراجع الانتقاد لحكومة عزيز أخنوش و محاولات تلميع صورته على وسائل الإعلام و “صمت” الكثير من عن خروقات و اختلالات تدبيرية لملفات الحكومة، الى دخول منظمات دولية تعنى بحرية الصحافة على الخط والتنبيه ، مما أسمته مكانة عزيز أخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أصبح رئيسا للحكومة، ” كرجل أعمال قوي تثير مخاوف بشأن إمكانية فسح المجال لظهور تواطؤ كبير بين وسائل الإعلام والقطاعات الاقتصادية”، حيث لفت تقرير مراسلون بلا حدود إلى أن الصحفيين المغاربة يعملون في بيئة اقتصادية مضطربة، حيث تعجز وسائل الإعلام عن جذب المعلنين، وأضاف التقرير “أما المنابر المستقلة، فإنها تعاني الأمرين من أجل تحقيق الاستقرار المالي الذي من شأنه أن يضمن لها الاستمرارية”.
وتزامن خروج التقرير الدولي مع تصريحات عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، التي قال فيها ” اليوم وصل للحكومة أشخاص كنا ومازلنا نسأل عن مصدر ثرواتهم، أشخاص مُنحوا الاحتكار، وراكموا الثروات وضاعفوها في وقت الشدة، مؤكدا حسب قوله أن “الرجلة” لن تأتي بشراء وسائل الاعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد ابن كيران منع عدد من المنتمين للعدالة والتنمية من تحمل المسؤولية في الإدارة، قائلا: “علاش الحكَرة.. هذا غير مقبول، وكذلك تفعلون مع أعضاء النقابة”، مشددا على أن هذه الممارسات لن تجعل أعضاء الحزب أو النقابة يتراجعون عما هم فيه، كما لن يتخلوا عن بلدهم أبدا.
من جهته قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن الإعلام والديمقراطية في فترات كثيرة بالمغرب كانوا ملتصقين مع بعض، ويسيران في اتجاه واحد، وأضاف بنعبد الله في ندوة نظمها حزبه ، “مررنا من ظروف حالكة يعلمها الجميع سواء في الفضاء السياسي ولا الفضاء الإعلامي، وهناك من أدى الثمن قليلا أو كثيرا، وتابع ” عشنا كذلك فترات أسعد تعود إلى نهاية الألفية السابقة، وعقدت عدة مناظرات حول أوضاع الصحافة، ثم بعد ذلك ما سعت إليه حكومة التناوب، أو ما تم القيام به في إطار حكومة جطو من مكتسبات أساسية”، وأشار أنه عندما توسع الفضاء الديمقراطي ودائرة الحريات عرفنا رجة إيجابية، وعرف الإعلام ما عشناه جميعا من دعم للصحافة واتفاقية جماعية وتطورات في المجال السمعي البصري.
وأكد بنعبد الله أن المغرب بحاجة إلى فضاء إعلامي حر وديمقراطي ومهني، مشيرا أن المغرب دخل في مرحلة غامضة ومبهمة وأصبح يراوح مكانه سياسيا، وكذلك الشأن بالنسبة للمكتسبات المحققة إعلاميا، مضيفا ” بل الأكثر من ذلك دخلنا في مقاربة تتسم بسعي إلى أن يكون الفضاء السياسي والإعلامي طيعا وأن لا يعبرا بشكل حر ومستقل كما كان الأمر ذي قبل”، وأضاف ” لا أعتقد أن هذا الأمر سيساهم بأي شكل من الأشكال في أن نتقدم في مسارنا ونكون في مستوى ما أقره دستور 2011 من جيل جديد من الحقوق وعلى كافة المستويات”.
وانتقد بنعبد الله ما وصفها بالممارسات الغريبة سواء تعلق الأمر باحترام مجموعة من المنطلقات الأخلاقية في السياسية أو الإعلام، أو ظهور ممارسات أخرى مرتبطة ببروز عالم المال بشكل لم يكن بهذا المستوى من قبل”.
واسترسل بالقول “المال دائما كان حاضرا ولا يمكن للإعلام أن يعيش بدون مال والسياسة كذلك، لكن المال الذي يساعد على الوجود وعلى الممارسة السليمة، ومنه الدعم العمومي المقدم لوسائل الإعلام كمساهمة في الممارسة الديمقراطية الوطنية، وفي نفس الاتجاه يصب أيضا الدعم العمومي المقدم للأحزاب”، وأكد ” أما أن تكون هناك مصادر أخرى تسعى إلى تركيع مجموعة من الفضاءات سواء كانت إعلامية وسياسية فإننا أمام مستوى خطير جدا على بلادنا وعلى الديمقراطية”.
وشدد على أنه بدون ديمقراطية لكن يكون هناك إعلام، والعكس صحيح، وبدون فضاء سياسي قوي لن يكون هناك إعلام، داعيا إلى النهوض بالمسار الديمقراطي وطرح السؤال حول لماذا لا نرى تعبيرات جريئة سواء على الصعيد السياسي أو الإعلامي، ولماذا هناك مواضيع لا يمكن مقاربتها؟.
وأكد بنعبد الله أن الفترة المبهمة التي يعيشها المغرب لا يمكن أن تساهم أبدا في تطوير الديمقراطية ببلادنا، علما أننا في أمس الحاجة إليها، مبرزا أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على كاهل السياسيين لأنهم هم من يتواجدون بمراكز القرار، ومن المفروض أن يحملوا هذه التوجهات.