بدأ بعض المسؤولين في جنوب إفريقيا يفقدون الأمل في جبهة البوليساريو، الشيء الذي يعني أن هذه الدولة التي ظلت مساندا رسميا للانفصاليين تسير نحو التخلص من هذا العبء، وفي هذا الصدد أعلن معهد الأمن والدراسات الجنوب إفريقي ISS، في تقرير نشره على موقعه الرسمي، عن تزايد الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي المغربي بالصحراء، مقابل تراجع زخم دعم وتأييد البوليساريو للاستقلال.
وكشف الخبير بيتر فابريسيوس والذي يشغل منصب مستشار لدى المعهد نفسه، أن “الدعم الذي تحظى به البوليساريو في إفريقيا يتضاءل، إذ سحبت عدة دول اعترافها بها في السنوات الأخيرة أو جمدته، وفي الوقت نفسه اعترفت 22 دولة أفريقية بسيادته على الصحراء وفتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمغرب”.
كما أبرز بيتر في التقرير ذاته، أنه وعلى الصعيد الدولي، “خسرت البوليساريو أيضا بعضا من قوتها. ولكن الضربة الأكبر كانت اعتراف ثلاثة لاعبين كبار بخطة الحكم الذاتي التي اقترحتها المغرب”.
وأوضح ذات التقرير، أن “بعض المسؤولين الحكوميين في جنوب أفريقيا بدأوا يفقدون الأمل، فهم يرون اليوم تآكلا في دعم البوليساريو ونموا مطردا في الدعم للسيادة المغربية على الصحراء.
وأبرز التقرير، أن الرباط اتخذت موقفا استراتيجيا بإبقاء القضية داخل الأمم المتحدة، حيث لا تتمتع “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” بعضوية، وإبقائها بعيدا عن الاتحاد الأفريقي، حيث تمارس جنوب أفريقيا والجزائر نفوذهما.
جدير بالذكر، أن جنوب إفريقيا تعتبر إلى جانب الجزائر واحدة من أبرز الدول الداعمة للبوليساريو، وهذا ما يظهر نجاح الدبلوماسية المغربية بفعل القيادة الرشيدة لجلالة الملك، في إقناع الدول المعادية لمصالحها ولوحدتها الترابية بتغيير مواقفها.