أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته على موقع التواصل الاجتماعي “Truth Social”، عن اختياره ريتشارد ديوك بوكان الثالث لتولي منصب السفير الأمريكي لدى المملكة المغربية، خلفًا لبونيت تالوار الذي شغل هذا المنصب بين عامي 2022 و2024.
ومع ذلك، لا يزال تعيينه مشروطًا بالحصول على موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي.
وفي تصريح له، قال ترامب: “يسعدني الإعلان عن أن ديوك بوكان الثالث سيشغل منصب السفير الأمريكي لدى المغرب”، مضيفًا أن بوكان سيلعب دورًا محوريًا في تعزيز السلام والحرية والازدهار بين البلدين.ش
من هو ديوك بوكان الثالث؟
يبلغ ديوك بوكان الثالث 62 عامًا، وهو ليس غريبًا عن السلك الدبلوماسي؛ فقد سبق له أن شغل منصب السفير الأمريكي في إسبانيا وإمارة أندورا خلال الفترة الممتدة من 2017 إلى 2021.
ورغم قلة ظهوره الإعلامي، إلا أن اسمه برز في الساحة السياسية خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016 عندما أصبح أحد أكبر المتبرعين لحملة دونالد ترامب، حيث قدّم مبلغًا قدره 898 ألف دولار، وهو الحد الأقصى الذي تسمح به القوانين الفيدرالية الأمريكية.ض
وخلال الحملة الرئاسية الأخيرة، وصفت وسائل الإعلام الأمريكية بوكان بأنه “السلاح السري” لترامب في جمع التبرعات، إذ يُنسب إليه الفضل في جمع عشرات الملايين من الدولارات لدعم حملة الرئيس السابق.
من دبلوماسي إلى رجل أعمال بارز
لا تقتصر خبرات ديوك بوكان على العمل الدبلوماسي فحسب، بل يمتلك سجلًا حافلًا في عالم المال والاستثمار. فقد أسّس في عام 2001 شركة Hunter Global Investors L.P، وهي صندوق استثماري مقره فلوريدا، يركز على الاستثمار في الأسواق العالمية، بما في ذلك العقارات، رأس المال الاستثماري، الأسهم العامة والخاصة.
وتشير التقارير إلى أن استثمارات الشركة تفوقت على مؤشرات الأداء الرئيسية على مدار السنوات.
إلى جانب نشاطه السياسي والمالي، يُعرف بوكان بشغفه بالزراعة، إذ يدير مع زوجته مزرعة في ولاية كارولاينا الشمالية، حيث يزرعان أكثر من 60 نوعًا من الطماطم العضوية والخضروات الأخرى.
وتُخصص جزء من محاصيل هذه المزرعة للتبرع للجمعيات الخيرية المحلية. كما أنه عاشق لرياضة البولو وسبق له أن مارسها في المغرب.
في حال حصوله على موافقة مجلس الشيوخ، سيخلف ديوك بوكان الثالث ديفيد ت. فيشر، الذي مثّل المصالح الأمريكية في المغرب خلال فترة رئاسة ترامب الأولى.
ويأتي هذا التعيين في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية-الأمريكية تطورًا استراتيجيًا ملحوظًا، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بـمغربية الصحراء خلال ولاية ترامب.
يبقى أن نرى كيف سيساهم بوكان في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون بين واشنطن والرباط في المستقبل القريب.