تواجه مصالح الأمن الوطني بالمغرب تحديات متزايدة بسبب تفشي ظواهر اجتماعية خطيرة، يأتي في مقدمتها تعاطي المخدرات القوية التي تحول بعض الشباب إلى مصدر تهديد حقيقي لسلامة المواطنين والممتلكات. هذه الوضعية دفعت رجال الأمن، في أكثر من مناسبة، إلى استعمال أسلحتهم الوظيفية بشكل احترازي لوقف حالات هيجان خطيرة ناتجة عن تأثير هذه المواد القاتلة.
وفي هذا السياق، اضطرت عناصر الشرطة بالمفوضية الجهوية للأمن بمدينة تيكيوين، مساء السبت، إلى استخدام أسلحتهم الوظيفية خلال تدخل أمني لتوقيف شخص يبلغ من العمر 34 سنة، من ذوي السوابق القضائية، كان في حالة تخدير متقدمة. المشتبه فيه عرض حياة المواطنين وعناصر الأمن للخطر، مستعملاً سلاحاً أبيض، ورفض الامتثال لعناصر الدورية الأمنية، حيث وجّه طعنة خطيرة لعميد شرطة.
ولدرء هذا الخطر، أطلقت الشرطة عيارات تحذيرية في الهواء قبل إصابة المشتبه فيه على مستوى أطرافه السفلى، مما مكن من توقيفه وحجز السلاح الأبيض المستعمل في الاعتداء. وقد نُقل كل من المشتبه فيه وموظف الشرطة المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، في انتظار مباشرة التحقيق القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وفي حادثة مماثلة، تمكنت عناصر الشرطة بالأمن الإقليمي بمدينة آسفي، في وقت متأخر من ليلة السبت-الأحد 5 و6 أبريل 2025، من توقيف شخصين من ذوي السوابق القضائية، بعدما ثبت تورطهما في حيازة أسلحة بيضاء بشكل غير قانوني، والتهديد بارتكاب جرائم ضد الأشخاص والممتلكات، مع عدم الامتثال لتعليمات الأمن.
وأفادت المصادر الأمنية أن المشتبه فيهما قاوما عملية التوقيف بعنف، مستخدمين كلبين من سلالة خطيرة في مواجهة عناصر الأمن، ما اضطر مفتش شرطة ممتاز إلى استخدام سلاحه الوظيفي وإطلاق النار لإصابة أحد المشتبه فيهما في ساقه، إضافة إلى إصابة أحد الكلبين، مما ساهم في تحييد الخطر بشكل كامل.
وتم توقيف المعنيين بالأمر، مع حجز الأسلحة البيضاء، كما وُضِع الكلبان رهن إشارة المصالح البيطرية، في حين أُحيل الموقوفان على البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، لكشف جميع ملابسات هذه الأفعال الإجرامية.
وتؤكد هذه الحوادث الحاجة إلى تظافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات أمنية، ومجتمع مدني، وإعلام، وأحزاب سياسية، من أجل مواجهة الظواهر الخطيرة المرتبطة بالعنف وتعاطي المخدرات، وكذا التحريض على الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.