تحوّل حلم الاستقلال المالي والنجاح المهني إلى كابوس حقيقي لعشرات الشباب المغاربة المستفيدين من برنامج “فرصة”، بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة الإفلاس وتراكم الديون والمتأخرات، في ظل غياب المواكبة الفعلية والدعم المستمر لمشاريعهم.
ووفق معطيات نقلتها مصادر متطابقة، فإن عدداً من المقاولين الذاتيين وحاملي المشاريع، خصوصاً بجهة الدار البيضاء – سطات، أعلنوا إفلاسهم خلال الأشهر الأخيرة، حيث تم تسجيل لائحة أولية تضم ما لا يقل عن 150 مشروعًا مهددًا بالتوقف النهائي، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية للمسطرة القضائية.
وتشير مصادر من الميدان إلى أن أغلب المستفيدين من البرنامج اصطدموا بصعوبات تمويلية وتسويقية حادة، إضافة إلى ضعف التكوين والمتابعة التقنية، مما أدى إلى اختناق مالي حاد، وعدم القدرة على أداء المستحقات الشهرية للتمويلات التي تلقوها عبر البرنامج.
ويرى مهنيون أن البرنامج، رغم نواياه الحسنة ورواجه الإعلامي الكبير، يعاني من ثغرات كبيرة في التنفيذ، أبرزها ضعف المواكبة بعد التمويل، وغياب منظومة احتضان حقيقية تساعد هذه المشاريع الناشئة على مواجهة تقلبات السوق.
وفي ظل هذه التطورات، تعالت الأصوات الداعية إلى إعادة تقييم شامل للبرنامج من طرف الحكومة، خاصة بعد أن تحوّل “فرصة” بالنسبة للكثيرين من بداية حلم إلى نقطة انهيار.