ذكرت مصادر جد موثوقة، أن قيادة جبهة “البوليساريو” تعيش على وقع أزمة داخلية غير مسبوقة، عقب اختفاء مساعدات طبية قدمتها مؤسسات المجتمع المدني في إقليم أراغون الإسباني، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً ووضعت مسؤولين بارزين داخل الجبهة في دائرة الاتهام، وعلى رأسهم ممثلها في كتالونيا، عبدين بشرايا، وشقيقه حمودي بيون، الذي يحمل صفة “الوزير الأول” في ما يُعرف بـ”الحكومة الصحراوية” بتندوف.
وتعود تفاصيل القضية إلى تبرّع جمعيات مدنية داعمة للطرح الانفصالي بجهازين متطورين للفحص بالموجات فوق الصوتية، كان يفترض أن يُوجّها إلى مراكز صحية في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، غير أن الأجهزة اختفت بمجرد وصولها إلى ميناء وهران، ليُكتشف لاحقاً أنه تم بيعها إلى عيادتين خاصتين في الجزائر، في عملية اختلاس دبرها عبدين بشرايا بتواطؤ مع شقيقه حمودي بيون، حسب المصادر ذاتها.
وأفادت التقارير أن عبدين بشرايا، المكلف بجمع التبرعات في كتالونيا، استلم المعدات الطبية الممولة بالكامل من جمعيات أراغونية، قبل أن يتكفل بنقلها عبر رحلة بحرية إلى الجزائر، حيث ضاعت آثارها. وأثار هذا الحادث حالة من الغضب داخل أوساط الجبهة، خاصة بعد أن تبين أن العائدات المالية لعملية البيع قد اختفت أيضاً، مما عمّق الأزمة داخل قيادة البوليساريو.
ويكتسب هذا الملف أبعاداً أكثر حساسية بالنظر إلى مكانة المتورطين فيه؛ فحمودي بيون يُعد من قيادات الصف الأول داخل الجبهة، وسبق له أن شغل مناصب دبلوماسية بارزة، من بينها “السفير الصحراوي لدى الجزائر”، كما أنه مقرب من دوائر صناعة القرار في هذا البلد، الأمر الذي يجعل من تداعيات الفضيحة قضية تتجاوز أروقة المخيمات إلى مستويات أعلى.
ويُذكر أن “البوليساريو” تحظى في إسبانيا بدعم أحزاب يسارية وانفصالية، خصوصاً في كتالونيا، حيث يتصدر حزب “اليسار الجمهوري” ERC قائمة الداعمين، مستفيداً من شبكة نفوذ داخل المؤسسات المنتخبة في الإقليم، ومن بينها برلمان كتالونيا والبرلمان الأوروبي.