شدد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على ” أن القرار رقم 2548 ، الذي اعتمده مجلس الأمن في 30 أكتوبر 2020 بشأن قضية الصحراء المغربية، دعا الجزائر إلى الاضطلاع بدور يرقى إلى مستوى انخراطها السياسي، الدبلوماسي، العسكري والإنساني في هذا النزاع الإقليمي، مبرزا “عدم وجود عملية سياسية ممكنة في معزل عن الانخراط الفعلي والبناء لهذا البلد”، وأضاف بوريطة أن “هناك بعد ذلك وضوحا في تحديد مبتغى العملية السياسية”، مشيرا إلى أن القرار لا يدع مجالا للشك حول التزام مجلس الأمن من أجل “حل سياسي واقعي، براغماتي ومستدام… يقوم على التوافق”.
وأبرز أنها “منهجية مجلس الأمن في تجديد التزامه إزاء حل سياسي والاستبعاد النهائي لكل الحلول غير القابلة للتطبيق”، مسجلا أن “القرار يحيل بوضوح على أن كل حل غير براغماتي، ليس واقعيا ولا قابلا للتطبيق، ومن ثم يجب استبعاده” ، كما شدد بوريطة على الوضوح في مسار المسلسل السياسي، من خلال الموائد المستديرة التي يتعين أن تعرف مشاركة كافة الأطراف المعنية، لاسيما الجزائر.
وأفاد بوريطة، أن ” القرار لا يتضمن أية إحالة على الاستفتاء، بينما يشير ست مرات إلى الحل السياسي ، مشيرا إلى أن “من يواصلون طرح خيار الاستفتاء هم خارج القرار الأممي”،الذي يرسخ الشرعية الدولية ويعبر عن إرادة المجتمع الدولي، وبخصوص رسالة الحزم ، أوضح بوريطة، أن الأمر يتعلق، أولا ، بعملية إحصاء السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، فمجلس الأمن يشدد على المسؤولية الانسانية للجزائر ، التي يتعين عليها الامتثال لواجباتها الدولية، وقال إن القرار يدعو الجزائر “مرة أخرى الى أن تضع في حسبانها تسجيل اللاجئين في مخيمات تندوف”، كما يتعلق الأمر بالحزم في عملية إحصاء السكان المحتجزين في مخيمات تندوف ، وكذا الحزم في احترام وقف إطلاق النار ووقف الأعمال الاستفزازية والتي تستهدف زعزعة الاستقرار.
وذكر الوزير بأن مجلس الأمن في القرار رقم 2548 ينضم إلى تقرير الأمين العام بخصوص الانشغال بخروقات الاتفاق العسكري والتهديد الحقيقي لوقف إطلاق النار، مضيفا أنه ، وبالفعل ، أبلغ الأمن العام مجلس الأمن بـ 53 انتهاكا من قبل مليشيات “البوليساريو” ، وأشار إلى أن بنود الاتفاقية العسكرية رقم 1 لم تحترم بشكل كاف من قبل “البوليساريو”، وتابع بوريطة أن الأمين العام سجل “تآكلا” في التعاون مع بعثة المينورسو ، مشيرا إلى أن مجلس الأمن طلب من “البوليساريو” منذ قراره 2414 لسنة 2018 ، تنفيذ “انسحابها الفوري”من “المنطقة العازلة في الكركارات ، و” الامتناع عن القيام بمثل هذه الأعمال المزعزعة للإستقرار “، والتي قد تعرقل العملية السياسية، وفيما يتعلق برسالة الثبات ، أكد الوزير على الثبات في الحفاظ على مكتسبات المغرب، وخاصة المبادرة المغربية للحكم الذاتي كقاعدة لأي حل سياسي ومعايير الواقعية والعملية والتوافق التي تميز المبادرة المغربية.
و قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد، مع تأكيده، مرة أخرى، على سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي لحل النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، وجاء في القرار رقم 2548 الذي قدمته الولايات المتحدة، وتمت المصادقة عليه عبر إجراء خطي لأعضاء المجلس الخمسة عشر، عقب إلغاء الاجتماعات الحضورية بمقر الأمم المتحدة، على خلفية اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا، أن “مجلس الأمن قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2021”.
وأكد مجلس الأمن، في هذا القرار الجديد، للسنة الرابعة عشرة على التوالي، سمو مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمتها المملكة في 11 أبريل 2007، مشيدا “بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية والتي تجسدها مبادرة الحكم الذاتي.
و جدد القرار الأممي تكريس موقع الجزائر كطرف رئيسي في المسلسل السياسي حول الصحراء، مؤكدا على ضرورة “التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم” لقضية الصحراء “على أساس التوافق”، وبعد أن دعا إلى تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء، جدد مجلس الأمن التأكيد على ضرورة مواصلة مسلسل الموائد المستديرة وتشجيع “استئناف المشاورات بين المبعوث الشخصي المقبل” وأطراف هذا النزاع الإقليمي، ويتعلق الأمر بكل من المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو.
و شدد القرار الأممي على أهمية تجديد الأطراف لالتزامها بالدفع قدما بالعملية السياسية، برعاية الأمين العام للأمم المتحدة، مع التأكيد على أنه من “الضروري” أن يتحلى الأطراف بالواقعية وبروح التوافق للمضي قدما”، كما دعا المجلس إلى الأخذ بعين الاعتبار “الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة لها، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كل الأطراف”.
وحث القرار الأممي على إظهار الإرادة السياسية والعمل في مناخ ملائم للحوار، بما يضمن تنفيذ قرارات مجلس الأمن منذ عام 2007، الذي يصادف تقديم المغرب لمبادرته بشأن الحكم الذاتي، وسجل مجلس الأمن، في هذا الصدد، أن “التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الطويل الأمد وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، من شأنه أن يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما سينعكس بدوره على خلق فرص الشغل والنمو لكافة شعوب منطقة الساحل”.
و جددت الولايات المتحدة التأكيد، عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2548 بشأن الصحراء المغربية، على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل “جدية وذات مصداقية وواقعية” لتسوية هذا النزاع الإقليمي، وأكدت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في تفسيرها للتصويت على هذا القرار، “نعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي جديا وذا مصداقية وواقعيا، ويمثل مقاربة كفيلة بتلبية تطلعات ساكنة الصحراء”، لتدبير شؤونها المحلية في إطار “من السلم والكرامة “.
كما جددت الولايات المتحدة دعوتها للأطراف المعنية بهذا النزاع الإقليمي “لإظهار التزامها بحل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم يقوم على التوافق، من خلال استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية”، مؤكدة أن المواقف الجامدة لا يجب أن تعيق تقدم المسلسل السياسي الذي يتم تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة.