سؤال برلماني تقدمت به عضوة فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، نادية تهامي، طرحته على وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي،طالبت من خلاله بتوضيح أسباب احتلال الجامعات المغربية لمراتب متأخرة في التصنيفات الدولية.
إذ لم تتمكن جامعاتنا المغربية دخول قائمة أفضل 1000 جامعة على المستوى الدولي، وفق تصنيف “شنغهاي” الشهير.
الإجابة عن هذا السؤوال تطالعنا بها بشكل دائم الأخبار القادمة من هنا وهناك من جامعات بمدن كبرى ومدن مغمورة وتتعلق بفضائح أبطالها إداريون داخل الجامعات والوزارة والأساتذة ومنها ما أحيل على القضاء وأصدر حكمه فيه.
أعوذ بعض الوقت للوراء لأقول إن الجامعات المغربية في عهد حزب العدالة والتنمية لما كان حاكما وقع إسهاب خطير في منح الشهادات العلمية من هذه الجامعات و وزعت شهادات الدكتوراه على المنتمين والإتباع والمسؤولين بحزب المصباح لدرجة أن فضيحة وزير سابق تفجرت عندما إتهمته طالبة باحثة تنتمي لحزب الإتحاد الإشتراكي بسرقة بحثها والتقدم به لمناقشته والحصول على الدكتوراه.
وبإحدى الجامعات ضواحي الدار البيضاء حكم أتباع حزب العدالة والتنمية قبضتهم على التدريس بها ومنهم بل أغلبهم فرض على الطلبة قراءة كتاب اعده سعد الدين العثماني وأنه مطالبون بالامتحان فيه.
وأعود للتحدث عن الجنس مقابل النقط حيث فرض بعض الأساتذة مقايضة النجاح بالممارسات الجنسية اغتصابا للطالبات إن رغبن في نيل الشهادة الجامعية،ومسؤول آخر بجامعة بالدار البيضاء قايض الشهادة باقتناء عربة مملوءة بالمواد الغذائية من سوق ممتاز كبير و وجبة سمك بمطعم فاخر.
هكذا تقهقرت جامعاتنا،موظفون قدمت لهم الشهادات الجامعية على طبق،الدكتوراه الوطنية والماسترات وزعت بسخاء على موظفين كانوا يبحثون عن الإرتقاء في السلم الإداري وبين فينة وأخرى أصبحوا يطالبون بالتدريس في جامعاتنا.
دكاترة مجهولي الإسم يدرسون بجامعاتنا لم يسبق لهم أن نشروا أي عمل بمجلات و محافل دولية علمية ولا وجود لخط يدهم أو مساهمات منهم،بل السخرية أننا عندما نصادف أحدهم يدعي أنه دكتور في شعبة ما ولا يتقن أي لغة أجنبية ةويدعي أنه باحث ……لا أدري كيف يبحث وعماذا يبحث وبأي وسيلة ….
لا وجود لإسمهم في رحاب العلم عالميا، لا مساهمات ولا مشاركات فكرية وعلمية قوية ولا لغة أجنبية ولا…ولا…ولا…تسجل إسمهم في مصاف الدكاترة الباحثين، بل يكفي الحصول على الشهادة والتقدم بعدها للتدريس بالجامعات والذي ينطلق من تدريس الدروس التطبيقية بالجامعات كوسيلة لوضع الرجل برحاب التدريس بالجامعة والقرب من المسؤولين بها وفي غفلة تجده أصبح أستاذا جامعيا يدرس الأجيال.
عندما يصل بنا الأمر إلى أن نسمع مسؤولين بذات الوزارة تفجرت فضيحة توسطهم من أجل توظيف أشخاص إما مقربين حزبيا أو عائليا منهم أو علاقة صداقة لتمكينه من التدريس بجامعاتنا،والأفضع من ذلك عندما نسمع تسريب إمتحانات شعبة الطب فما عسى الوزير يجبنا عن الأسباب التي يعرفها المغاربة قاطبة والتي رمت جامعاتنا في ذيل الترتيب العالمي .
اطلعت على بعض مساهمات أساتذة جامعيين والغريب أنهم يدرسون العلوم الاجتماعية، لا يفرقون بين الأصل والفرع، لا يتمكنون من التمييز بين الأصول والفروع،وآخرون لا يميزون بين البشر والإنسان لا لغويا ولا إصطلاحيا.
لماذا تقهقرت جامعاتنا إنه بسبب البحث عن الذات والملذات والقرابات والتطاول والتسابق على مناصب التدريس ومنهم من حصل على شهاة الدكتوراه وعد في قائمة الحاملين للدكتوراه،إلا أنه كان يحاول الحصول عليها من أجل اقتحام بعض المهن التي تعفي حامل هذه الشهادة من اجتياز المباراة.
هذه هي الإجابات أيتها البرلمانية عن سؤالك حول ترتيب جامعاتنا دوليا،وأنصحك بجولة داخل الجامعات المغربية وكيف حال حالها من رحاب للعلم إلى ممارسات وسلوكات لا تربطها بفضاء كان لمقارعة الفكر والجد والتحصيل والتسابق والتنافس على الإطلاع والبحث في المكتبات داخل الجامعة وخارجها وجلب ما ندر وقل من الكتب والإنتاج الفكري والعلمي والمساهمات والنقاشات لساعات طويلة ولو بساحة الجامعة وحدائقها أحيانا إلى مطلع الفجر،ما يخلق الحماس للجد والمثابرة والمزيد من القراءة والبحث عن أمهات الكتب.