عاد هشام جيراندو إلى الواجهة، مستهدفًا هذه المرة أحد أبرز رموز الأمن الوطني المغربي: ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات.
في كل مرة، يظهر جيراندو كهاوٍ في كتابة سيناريوهات رديئة الإخراج، مليئة بالمبالغات والاتهامات المرسلة، دون وثيقة واحدة تسند روايته. يوزع الاتهامات كما يوزع أحدهم منشورات في مقهى: خيالات وأوهام، لكنها تُباع للمتربصين بأمن البلاد كما لو كانت حقائق دامغة.
لا غرابة، فهذا “المناضل” الافتراضي اعتاد اللعب في المنطقة الرمادية، حيث الحقيقة مجرد سلعة، والسوشيال ميديا سوق مفتوحة.
يحترف التلاعب بالأرقام، وتأليف الممتلكات، وصياغة سيناريوهات تصلح فقط لمسلسلات منتصف الليل. كل ذلك ليضرب رمزًا ظل وفيًا لمهمته: حماية الوطن.
أما المنصوري، الذي يعرفه المغاربة جيدًا، فلا يحتاج أن يرد أو يبرر. رجل دولة بنى مسيرته بصمت، وراكم تجربة جعلته من رموز المهنية والنزاهة. كل ما في الأمر أن النجاح يُزعج البعض.
والذين يزعجهم نجاح المسؤولين الأمنيين هم أنفسهم من يختبئون وراء شاشات مضاءة بأموال مشبوهة، يكتبون نصوصًا مسمومة على عجل، ثم يختفون في الظل حتى يطلبهم المخرج مجددًا.
المشكلة ليست فقط في هشام جيراندو، بل في من يحرّكه. من يموله؟ من يشتري مقاعد في مسرحيته الرديئة؟ من يصفق له كلما رمى سمومه في الفضاء الافتراضي؟ تلك الجهات تعرف تمامًا أنها كلما ضربت رمزًا أمنيًا، زادت منسوب التشكيك في المؤسسات، وأربكت ثقة الناس في حماية بلادهم.
المغاربة ليسوا أغبياء. يعرفون تمامًا من يعمل لصالحهم، ومن يقتات على فتات الأكاذيب. يعرفون الفرق بين رجل دولة مثل المنصوري، ورجل فتنة مثل جيراندو.
يعرفون أن الذي يبيع الوطن مقابل “لايك” أو “شير”، ليس سوى تاجر رخيص في سوق الأكاذيب.
هكذا إذن: في زمن باتت فيه الأخبار تصنع في غرف مظلمة، يبقى الضوء في وضوح الحقائق. ويبقى المغرب بأجهزته ورجاله أكبر من حملات التشويه مهما حاولت.