كان مركب بنجلون بنادي الوداد الرياضي هذا الأسبوع مشحون بالتوتر والتحفظات، بعد انتخاب هشام آيت منا رئيساً للنادي بالإجماع، في الجمع العام العادي المنعقد يوم الأربعاء.
تشير المعطيات إلى أن ثقة منخرطي النادي في الرئيس الجديد ليست مكتملة، حيث أصر “البرلمان الأحمر” على إدراج نقطة فرض “الرقابة” على الشركة الرياضية لفرع كرة القدم، كخطوة وقائية تضع حداً للتصرفات الفردية للرئيس في ممتلكات الشركة.
خلال الجمع العام، تقدم المنخرط المهدي الزوات بمقترح لمنع الرئيس الجديد من التصرف في رأسمال أو أسهم الشركة الرياضية دون موافقة من الجمع العام.
هذا الإجراء يعكس انعدام الثقة في قدرة الرئيس الجديد على إدارة شؤون النادي بطريقة مستقلة وشفافة. التصويت بالإجماع على هذا المقترح يعبر عن قلق حقيقي داخل العائلة الودادية حول مستقبل النادي تحت قيادة آيت منا.
وأوضح المنخرط الودادي، كريم الكلايبي، أن الهدف من التصويت على هذا المقترح هو الحفاظ على ممتلكات النادي ومنع أي تصرف فيها دون موافقة الجمع العام.
ورغم أن القانون يمنع الرئيس من التصرف في ممتلكات الشركة الرياضية دون العودة للجمع العام، فإن إصرار المنخرطين على وضع هذه القيود يعكس رغبة في تعزيز الشفافية والرقابة.
هشام آيت منا، فور انتخابه، استغل كلمته الموجهة للبرلمان الأحمر لطمأنة منخرطي النادي، مؤكداً أن القرارات المتعلقة بالشركة والنادي تخضع للجمع العام وللنظام الأساسي.
وقدم توضيحات حول طبيعة ممتلكات الشركة الرياضية، مؤكداً أن ممتلكات النادي محمية بالقانون وبقرارات الجمع العام.
يبدو أن انتخاب آيت منا جاء وسط حالة من الشك والتردد بين منخرطي النادي. الخطوة الوقائية بوضع “رقابة” على الشركة الرياضية تعكس خوفاً من تكرار تجارب سابقة قد تكون غير مرضية لأعضاء النادي. هذا الوضع يضع الرئيس الجديد أمام تحديات كبيرة لتحقيق التوازن بين طموحاته ورؤية النادي وبين المطالب الرقابية للمنخرطين.
هذه التطورات تعزز من الحاجة إلى شفافية أكبر في إدارة النادي وتزيد من أهمية بناء الثقة بين الإدارة والجماهير. الرئيس الجديد مطالب ببناء جسر من الثقة عبر تقديم خطط واضحة ومفصلة حول كيفية تحقيق الأهداف المنشودة دون المساس بممتلكات النادي أو تجاوز صلاحيات الجمع العام.
يمكن القول إن انتخاب هشام آيت منا رئيساً لنادي الوداد الرياضي يأتي في ظل ظروف تتطلب حذراً وتوازناً دقيقاً بين الإدارة والرقابة.
الإجراءات الاحترازية التي اتخذها منخرطو النادي تعكس رغبة قوية في الحفاظ على ممتلكات النادي وضمان شفافية الإدارة.
النجاح في هذا التحدي يتطلب من الرئيس الجديد تقديم رؤية واضحة وملتزمة بالشفافية لبناء ثقة جديدة ومستدامة داخل العائلة الودادية.