تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن القنيطرة، الأربعاء الماضي، من تفكيك شبكة إجرامية تتزعمها قاصر، رفقة ثلاثة أشخاص آخرين، تنشط في تزوير الأوراق النقدية وترويجها بين تجار الأسواق.
وما ساعد على تفكيك هذه الشبكة، قيام الفتاة البالغة من العمر 17 سنة، بترويج العملة المزورة بين التجار والباعة المتجولين بطريقة مثيرة للشبهات، ما دفع أحدهم إلى التشكيك في أصل المبالغ المالية التي كانت تسعى لتصريفها، إذ قام بتفحص ورقة مالية سلمتها له بدقة، ليتبين له أنها مزيفة، فأخبر المصالح الأمنية، بعد أن اكتشف أن القاصر سرعان ما اختفت عن الأنظار.
وأضافت المصادر أن المعلومات التي توصلت بها الشرطة القضائية حول الموضوع، دفعتها إلى فتح تحقيق، مكن من إيقاف اثنين من المشتبه فيهم متلبسين بحيازة كمية مهمة من مخدر الشيرا، بالإضافة إلى ورقتين ماليتين من فئة 200 درهم، تبين من خلال المعاينة الأولية أنهما مزيفتان، فيما مكنت الأبحاث والتحريات المنجزة من تحديد هوية المشتبه فيه الثالث وتوقيفه، رفقة القاصر، بعد مداهمة منزله بحي “أولاد عرفة” بالمدينة ذاتها.
وأسفرت عملية التفتيش التي قامت بها العناصر الأمنية بمنزل الموقوف، عن توقيف القاصر وبحوزتها 13 ورقة مالية مزورة من فئة 100 و200 درهم، مع حجز جهاز للنسخ والطبع بالألوان، وكمية من الأوراق والمعدات المكتبية، بما فيها بخاخ يحتوي على المواد الكيميائية التي يشتبه استعمالها في إنتاج الأموال المزيفة. كما تم التوصل إلى ضحية آخر تسلم ورقة مالية مزيفة من المشتبه فيهم.
واحترف المتهمين ترويج العملة المزيفة حسب مصادر إعلامية منذ مدة، دون أن تتمكن المصالح الأمنية من الوصول إليهم، وذلك بفضل استغلالهم القاصر في ترويج العملة الوطنية المزورة، دون إثارة الشبهات لنشاطهم الإجرامي، مؤكدة تركيز نشاطهم على الأسواق التي تعرف رواجا كبيرا، من أجل اقتناء بضائع وسلع يعيدون بيعها من جديد، والاستفادة من ثمنها.
وأصدرت المديرية العامة للأمن الوطني بلاغا، أكدت فيه خبر تفكيك الشبكة الإجرامية وإيقاف أربعة من أفرادها، مع الاحتفاظ بالمشتبه فيها القاصر تحت تدبير المراقبة، ووضع المشتبه فيهم الراشدين تحت الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث التمهيدي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، بغرض تحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي وتوقيف كافة المتورطين المحتملين في ارتكاب جناية تزييف أوراق مالية وترويجها.