قطاعات كثيرة في المغرب تتجه نحو الإضراب، وقد يتوافق كثيرون على 20 يونيو، بما يحمل من ذاكرة رمزية، على جعله يوما للإضراب العام، واليوم قرر أصحاب الطاكسيات الدخول في إضراب عن العمل احتجاجا على الارتفاع المهول للمحروقات، إذ لم تعد تطاق، وقد أنهكت المهنيين وغير المهنيين، ومعروف أن الإضراب العام أحيانا ينفلت من عقاله ويصعب على الداعين إليه التحكم فيه، مما قد يؤثر على السير الطبيعي للحياة العامة وربما يؤدي إلى انفلاتات خطيرة تضر بالبلاد والعباد.
لم تبق مادة من المواد الاستهلاكية لم يمسسها سوء الأسعار المرتفعة، مما جعل الحياة صعبة وقد أثقلت كاهل المواطن بما لا يستطيع مقاومته بتاتا، وهذا يعني أن ما يمكن أن يخسره المواطن قد خسره خلال الأزمة، مما ينذر بكارثة وفوضى خطيرة، لن يكون معنيا بها أخنوش وحده، وربما لن يكون معنيا بها مادام هو صاحب مال وحسابات ضخمة، وقد قال الله تعالى “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”، فالفتنة تشمل الجميع وتذهب بالجمل بما حمل، و”تجمع المصالح الكبرى” لا يمثل الرأسمال الوطني، لذلك لا يمكن التعويل عليه في فعل شيء لإنقاذ البلاد من أية فوضى محتملة.
الحكومة كان أمامها وما زال فرصة لتصحيح الوضع، حيث كان مفروضا تخفيض الضرائب وتخفيض أو إلغاء الأرباح خلال فترة الأزمة الأوكرانية، في وقت شاهدنا أن “شركاتهم” اغتنت بشكل كبير، وبالتالي لا يريدون تخفيض الضرائب ولا إلغاء الأرباح، بما يعني أنهم يدفعون في اتجاه الفوضى، ربما في اعتقادهم أنهم سيزدادون غنى في ظل الفوضى مثلما يفعل تجار الحروب.
الأرجنتين بلد ليست متقدمة، قامت بفرض ضرائب على كل الشركات التي ازداد ربحها في ظل الأزمة الأوكرانية، يعني ممنوع أن تكون من أغنياء الحرب. الأمر سهل، يمكن أن يتم فرض ضرائب على الشركات التي اغتنت خلال أزمة كورونا وخلال الحرب الأوكرانية، وبواسطة ضرائب الثروة يمكن خلق ثروة عامة بواسطتها يتم حل العديد من الإشكالات.
غير أن الطريقة التي تتصرف بها الحكومة وخصوصا رئيسها فهو كمن يرفع في وجهنا “أنا وبعدي الطوفان”، بمعنى أن ينجو رئيس الحكومة وشركاته وليذهب المجتمع برمته إلى الجحيم، وحقيقة أصبحنا نعيش في جحيم حقيقي، عنوانه الكبير أن الحكومة تتعامل معنا كزبناء لديها ولسنا مواطنين يؤدون الضرائب، التي ينبغي إعادة توجيهها في ظل الأزمة من أجل خلق التوازنات.
كل الحكومات في كل بلاد الله تبحث عن حلول للأزمات إلا حكومة أخنوش فإنها تبحث عن تأزيم الوضع بعد أن قدمت نفسها منقذا من ضلال الاختناق الاقتصادي والاجتماعي وبعد أن خاض الحزب الذي يقود الحكومة حاليا حربا ضد الحكومة السابقة، لكن من أجل إزاحتها فقط وليس من أجل إصلاح الأوضاع التي ازدادت سوءا.