قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن الرهان الانتخابي “ليس هو ما يصنع الأحزاب الكبرى”، في تعليقه على الحضور اللافت الذي ميز أشغال المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، المنعقد يومي السبت والأحد بمدينة بوزنيقة.
وأكد أوزين، الذي حضر إلى جانب عدد من قيادات حزبه ضيوفاً على المؤتمر، أن “المواقف دائمة والمواقع عابرة”، في إشارة إلى بعض المنتسبين للأحزاب الذين يجعلون من تبوّؤ المواقع غاية دون اعتبار للمبادئ الدائمة. وأضاف أن مشاركة الحركة الشعبية في هذا الموعد التنظيمي “تحمل رسالة محبة للإخوان والأخوات في حزب العدالة والتنمية”، مستحضراً الشراكة السياسية التي جمعت الحزبين خلال أول حكومة عقب المصادقة على دستور 2011.
وفي معرض حديثه عن مواقف حزبه من الحكومة الحالية، أوضح أوزين أن حضوره المؤتمر لم يكن بغرض توجيه النقد السياسي، مشدداً على أن مواقف الحركة الشعبية “واضحة وستزداد وضوحاً خلال الفترة المقبلة”.
ويأتي انعقاد المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، أيام 26 و27 أبريل 2025، في ظل سياق دقيق يمر به الحزب، الذي يسعى إلى تجديد هياكله وانتخاب قيادة جديدة، مع المصادقة على ورقتين مذهبية وسياسية ترسمان معالم توجهاته خلال المرحلة القادمة.
ويحمل المؤتمر طموحات واسعة في أوساط قواعد الحزب لإعادة ترميم صفوفه واستعادة وهجه السياسي، بعد النكسات التي أعقبت مرحلة “البلوكاج” السياسي الذي تلا انتخابات السابع من أكتوبر 2016، والهزيمة القاسية التي مني بها في انتخابات 2021، حيث فقد الحزب موقعه المتقدم داخل المشهد السياسي، بعدما كان يتصدر المشهد البرلماني ويسيطر على نحو 200 جماعة محلية.
ويراهن قادة الحزب ومؤتمروه على طي صفحة الأزمات السابقة وإعادة بناء قاعدة جديدة تعيد لحزب “المصباح” حضوره المميز، الذي اكتسبه خلال مرحلة صعوده في أعقاب ثورات الربيع العربي وتوليه رئاسة الحكومة المغربية لأول مرة بعد إقرار دستور 2011.