وجه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، انتقادات لاذعة للسياسات العامة التي تنتهجها حكومة عزيز أخنوش، متهماً إياها بـ”الإجهاز على مكتسبات اجتماعية” حققها المغرب خلال السنوات الماضية.
وقال ابن كيران، خلال عرضه للتقرير السياسي في افتتاح المؤتمر الوطني التاسع لحزبه المنعقد يومي السبت والأحد 26 و27 أبريل الجاري ببوزنيقة، إن الحكومة الحالية تخلت عن برامج اجتماعية مهمة، أبرزها نظام المساعدة الصحية “راميد” والدعم المالي المباشر للفئات الهشة.
وفي سياق حديثه عن “راميد”، وجه ابن كيران تحية خاصة لوزير الصحة الأسبق الحسين الوردي، معتبراً إياه “أفضل وزير صحة عرفه المغرب”، بالنظر إلى الدور الذي اضطلع به في إطلاق هذا البرنامج.
ولم يخلُ خطاب ابن كيران من انتقادات لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، على خلفية التعديلات المقترحة في مدونة الأسرة، مشيراً إلى أن موقف حزب العدالة والتنمية الرافض لبعض هذه التعديلات أسهم في “التفاف قطاعات واسعة من المغاربة حول الحزب”.
وفي ملف تضارب المصالح، عاد رئيس الحكومة الأسبق إلى إثارة صفقة محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، التي آلت إلى إحدى الشركات التابعة لرئيس الحكومة الحالي. وطالب ابن كيران بصدور بلاغ رسمي من الحكومة ينفي استفادة شركات أخنوش من أي دعم عمومي في هذه الصفقة، معتبراً أن هذا المطلب يندرج ضمن احترام الدستور وسيادة القانون.
وينعقد مؤتمر العدالة والتنمية في سياق حساس يعيشه الحزب، الذي يسعى إلى إعادة ترتيب صفوفه وتجديد هياكله التنظيمية بعد سنوات من التراجع السياسي، أبرزها الهزيمة القاسية في انتخابات 2021، والتي فقد فيها موقعه المتصدر للمشهد البرلماني بعد أن كان يهيمن على نحو 140 مقعداً برلمانياً وإدارة قرابة 200 جماعة محلية.
ويأمل قادة الحزب ومؤيدوه أن يشكل المؤتمر الوطني التاسع محطة مفصلية لفتح صفحة جديدة تعيد لـ”المصباح” بريقه السياسي الذي صعد به إلى قمة المشهد السياسي المغربي إبان مرحلة ما بعد الربيع العربي، وإقرار دستور 2011.