في تدخل حادّ تحت قبة البرلمان، وجه النائب عن الفريق الحركي، محمد أوزين، تحذيرًا صارخًا من تداعيات ما أسماه بـ”الاحتفال الانتكاسي” الذي شهدته مدينة سلا خلال ليلة عاشوراء، والتي تحولت، بحسب وصفه، من طقس اجتماعي إلى انفجار شعبي غير منظم يعكس عمق الأزمة الاجتماعية الخانقة لفئة من الشباب المهمّشين.
وقال أوزين إن ما جرى في بعض أحياء سلا لا ينبغي النظر إليه كأحداث شغب معزولة، بل كـ”رسالة إنذار اجتماعية”، أطلقها من أسماهم بـ”شباب NEET” (خارج التعليم والتكوين والعمل)، الذين سبق وأن عبّروا عن غضبهم في واقعة الهجرة الجماعية نحو سبتة سنة 2021، وها هم اليوم يبحثون عن أي مناسبة ليتفجر غضبهم في وجه التهميش واللامبالاة.
وأضاف: “إذا لم تُلتقط هذه الرسائل من طرف الحكومة والمؤسسات، فسنظل نراوح مكاننا أمام قنبلة اجتماعية موقوتة تبحث عن فتيل الانفجار.”
وفي سياق مساءلة رئيس الحكومة حول ورش الحماية الاجتماعية، هاجم أوزين ما وصفه بـ”الخطاب الوردِيّ” للحكومة، منتقدًا ما اعتبره فجوة واسعة بين الوعود والواقع. وذكر في هذا الإطار بطاقات “رعاية”، ووعود توفير طبيب لكل أسرة، ودعم 2000 درهم عن كل مولود جديد، ومشروع “مدخول الكرامة”، قائلاً: “كلها التزامات بقيت حبيسة التصريحات والبيانات الصحفية.”
وتابع: “على الحكومة أن تتحلى بالشجاعة السياسية وتعتذر للمغاربة، بدل الاكتفاء بتسويق إنجازات وهمية لا وجود لها على الأرض.”
وفي ملف المنظومة الصحية، سلط أوزين الضوء على النقص الحاد في الموارد البشرية، مشيرًا إلى أن أي إصلاح صحي حقيقي يجب أن يبدأ بإصلاح منظومة التكوين الطبي، من خلال توسيع كليات الطب على المستوى الجهوي، وتوفير الحد الأدنى من البنيات التحتية.
وانتقد بشدة فتح مسالك التكوين الطبي بكليات العلوم في مدن مثل الرشيدية، حيث لا تتوفر شروط التعليم الجامعي الطبي، قائلاً: “من غير المقبول أن نكوّن أطباء المستقبل بلا مختبرات، بلا تجهيزات، بلا مستشفيات جامعية، فهذا عبث بمصير أمة وصحة مواطنيها.”
تصريحات أوزين تعكس قلقًا برلمانيًا متزايدًا من الهوة الآخذة في الاتساع بين الحكومة والفئات الهشة، سواء على مستوى الخدمات الاجتماعية أو الإدماج الاقتصادي. ففي الوقت الذي تتعثر فيه البرامج الكبرى للحماية الاجتماعية، تتسارع مؤشرات القلق والانفجار الاجتماعي، مما يجعل الحاجة ملحة لمصارحة المواطنين بدل التزيين بالأرقام والعناوين الفضفاضة.