في مشهد درامي أقرب إلى فصول روايات الجاسوسية التي وُلدت في قلب موسكو، استفاقت روسيا على خبر صادم: رومان ستاروفويت، وزير النقل السابق، وُجد جثة هامدة داخل سيارته، متأثراً بطلق ناري. لجنة التحقيقات الفدرالية لم تنتظر طويلاً، وأعلنت أن كل المؤشرات تقود إلى فرضية الانتحار.
قبل أيام قليلة فقط، أصدر الكرملين مرسوماً مفاجئاً بإعفاء ستاروفويت من منصبه، دون تقديم أي تبرير للرأي العام، في خطوة أثارت موجة من التكهنات داخل الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة مع شخصية مثل ستاروفويت التي لم تكن من الأسماء المثيرة للجدل… علناً على الأقل.
البيان الرسمي للجنة التحقيقات اكتفى بصيغة باردة: “التحقيقات الأولية تفيد بأن الوفاة ناجمة عن انتحار باستخدام سلاح ناري، دون وجود دلائل على تدخل طرف ثالث”.
ورغم هذه النبرة الحاسمة، إلا أن الشارع الروسي لم يبتلع الرواية بسهولة، خاصة مع تاريخ من حالات مشابهة اختلطت فيها السياسة بالدم.
في المقابل، لم يتأخر الكرملين في سد الفراغ؛ فقد تم تعيين أندريه نيكيتين، نائب الوزير السابق، خليفة لستاروفويت، واستقبله الرئيس بوتين بنفسه في مشهد أريد له أن يعكس “الاستقرار المؤسساتي”، رغم أن الحقيقة على الأرض تقول عكس ذلك: وزير يغادر فجأة، ثم ينتحر… وبديل يُنصّب في رمشة عين.
السؤال الآن ليس إن كان ستاروفويت انتحر بالفعل أم لا، بل: ما الذي كان يحمله الرجل في جعبته حتى انتهت حياته بهذه الطريقة؟ وهل نحن أمام نهاية رجل… أم بداية قصة لم تُرو بعد؟