في مشهد عبثي يكاد لا يُصدَّق، حوَّل شاب أحد مقاطع الترامواي بالدار البيضاء إلى خشبة مسرح لسلوك متهور، حين جلس على كرسي وسط السكة واضعًا أمامه طاولة، في مشهد وُثّق ونُشر على “إنستغرام”، كأنما كان يبحث عن لحظة شهرة خاطفة، دون أدنى اعتبار لسلامته وسلامة الآخرين.
لكن الكاميرا التي اعتقد أنها ستمنحه الأضواء، كانت هذه المرة أقصر طريق نحو الزنزانة. فقد أصدرت المحكمة المختصة بالعاصمة الاقتصادية حكمًا بالسجن النافذ لمدة 18 شهرًا، وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، في حق الشاب الذي عرقل عمداً حركة الترامواي، واضعًا حياة الركاب والسائقين على المحك.
شركة “ترامواي البيضاء” لم تُخف ارتياحها للحكم، معتبرة إياه “رسالة صارمة” لكل من تسوّل له نفسه الاستهتار بمرافق النقل العمومي، التي تخدم يوميًا آلاف المواطنين وتُعتبر شريانًا أساسياً في حركة التنقل داخل المدينة.
وقد تحركت مصالح الأمن الوطني بسرعة بعد انتشار الفيديو يوم 23 ماي، لتحديد هوية المعني بالأمر، حيث تم توقيفه وإحالته على التحقيق في وقت قياسي، قبل أن يُحال على أنظار القضاء الذي قال كلمته بحزم ووضوح.
هذه الواقعة تفتح مجددًا النقاش حول ظاهرة “التحديات الخطيرة” على مواقع التواصل، التي تحول الفضاء العمومي إلى ساحة تهوّر من أجل “اللايكات” و”المشاهدات”، في غياب حس بالمسؤولية أو وعي بعواقب الأفعال.