تسببت موجة الحرارة المرتفعة التي شهدتها منطقة بني ملال يوم الخميس الماضي في وفاة 21 شخصاً، ما أثار حالة من الاستغراب والقلق بين النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي.
فهذه الحوادث غير معتادة في المغرب، حيث لم تسجل البلاد سابقاً وفيات بسبب درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف.
تُشير التقارير إلى أن الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي تضغط بشكل هائل على وظائف الجسم، مما قد يؤدي إلى انهيارها.
في ظروف الحرارة الشديدة، يضطر الجسم إلى تفريغ كميات كبيرة من المياه عبر التعرق، مما يضع عبئاً كبيراً على الرئتين والكليتين.
ويؤدي ذلك إلى صعوبة في النوم، مما يزيد من معاناة الأشخاص، خصوصاً المسنين والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
وقد شهدت فرنسا حادثة مشابهة في يونيو 2003، حيث تسببت موجة حرارة قوية في وفاة أكثر من 16000 شخص، وهو ما يثير المخاوف من أن تتكرر مثل هذه الحالات في المغرب إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وفي ظل هذه الظروف، اتخذت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سلسلة من الإجراءات الاستباقية لمواجهة تأثيرات موجة الحر.
تم تفعيل نظام المداومة في المؤسسات الصحية بالمناطق المتأثرة، مع تعبئة الطاقم الطبي وتوفير الأدوية والمستلزمات الضرورية.
كما حثت الوزارة المواطنين على شرب كميات كافية من الماء بانتظام، وترطيب الجسم بشكل دوري، وتجنب الخروج خلال ساعات الذروة التي تشهد أعلى درجات حرارة.
كما أكدت الوزارة على أهمية البقاء في أماكن باردة، وتجنب الأنشطة البدنية الشاقة، وإبقاء النوافذ مغلقة خلال النهار وفتحها في المساء لتبريد المنازل. ودعت إلى استشارة الطبيب عند ظهور أعراض مثل الحمى، الشحوب، التشنجات، أو فقدان الوعي.
تأتي هذه الإجراءات في وقت يواصل فيه المجتمع المغربي، بجميع شرائحه، متابعة الوضع عن كثب والتفاعل مع تداعيات الحرارة المرتفعة التي تؤثر بشكل ملحوظ على صحة الأفراد وتستدعي تدخلات عاجلة لضمان سلامتهم.