أفاد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أنه يقوم، على مستوى جهة الشرق، بإنتاج وتوزيع الماء الصالح للشرب في الوسطين الحضري والقروي، وتسيير هذه الخدمة بـ 101 مدينة وجماعة لفائدة 1,5 مليون نسمة.
وأكد المكتب، في بلاغ، أن المكتب استثمر، خلال العقدين الأخيرين (2003-2022) بالجهة، ما يناهز 10,4 مليار درهم في مجالي الماء الشروب والتطهير السائل، مبرزا أن هذه الاستثمارات مكنت المكتب من رفع قدرته الإنتاجية من الماء الصالح للشرب إلى ما يفوق 438.000 متر مكعب في اليوم.
وأبرز أن هذه الطاقة كافية لسد حاجيات الساكنة إلى أفق 2025 وما فوق، عبر استغلال 4 محطات للمعالجة (مشرع حمادي – بركان – الناظور – زايو)، و145 ثقب مائي؛ حيث تمثل نسبة إنتاج الماء الشروب انطلاقا من المياه السطحية 62 في المائة من المياه المنتجة من طرف المكتب بالجهة، مضيفا أنه هذه الاستثمارات مكنت من وضع أكثر من 11.530 كلم من قنوات الجر والتوزيع لفائدة 396.000 من المشتركين.
أما في مجال تزويد الوسط القروي بالماء الصالح للشرب، يضيف البلاغ، فقد خصص المكتب مع باقي الشركاء أكثر من 2,2 مليار درهم لإنجاز مشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب لترتفع نسبة الولوج للماء الشروب بجهة الشرق من 63 في المائة سنة 2000 إلى 97,8 في المائة متم سنة 2022.
وفي مجال التطهير السائل الذي يعد عنصرا أساسيا في دورة المياه والذي جعل منه المكتب أحد مهامه الاستراتيجية لضمان حماية الموارد المائية من التلوث وتحسين الظروف الصحية للسكان، فقد خصص المكتب مع باقي الشركاء 3,6 مليار درهم لإنجاز عدة مشاريع في الفترة الممتدة ما بين سنة 2003 و2022.
وأوضح أن هذه المشاريع مكنت من توفير هذه الخدمة لفائدة 1.240.000 نسمة في 28 مدينة ومركز عن طريق 23 محطة لتصفية المياه العادمة ذات طاقة إجمالية تناهز 107.769 متر مكعب في اليوم، مضيفا أنه يتم تجميع ونقل المياه العادمة عن طريق شبكة قنوات التطهير السائل يفوق طولها 2800 كلم.
وخلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2027، رصد المكتب، بشراكة مع وزارة الداخلية وباقي الشركاء، غلافا ماليا يقدر بحوالي 6,5 مليار درهم لإنجاز مشاريع الماء الصالح للشرب وكذلك مشاريع التطهير السائل بالجهة.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه تفعيلا للسياسة الحكيمة والاستباقية التي ينهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي قوامها التعبئة القصوى والتدبير المحكم للموارد المائية، فقد عملت المديرية الجهوية للمكتب بجهة الشرق منذ سنة 2016 مع مختلف مكونات المكتب المركزية والإقليمية وبتنسيق مع السلطات الولائية وعمالات الأقاليم بالجهة والشركاء والفاعلين على بلورة وإنجاز مشاريع طبقا لاستراتيجية المكتب؛ مما مكن الجهة حاليا من التوفر على رصيد مهم من المنشآت والتجهيزات المائية توفر صبيبا مجهزا يفوق الحاجيات من الماء الصالح للشرب بجهة الشرق.
وأضاف أن الإجهاد المائي المترتب عن توالي سنوات الجفاف أثر بشدة على حجم المياه السطحية المعبأة بحيث أن سد محمد الخامس شهد لأول مرة في تاريخه نفاذ مخزونه المائي خلال شهر فبراير 2022، وكذا على الفرشات المائية المستغلة من طرف المكتب في إنتاج الماء الشروب بالجهة.
ولمواجهة هذه الوضعية، يضيف المكتب، كان تدخل الدولة بشكل استباقي خلال سنة 2021 هو الحل الأنجع لهذه الإشكالية وذلك باتخاذ إجراءات استعجالية عبر وضع برنامج استعجالي