يشكل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء خطوة تاريخية إلى الأمام من أجل تحقيق السلام الدائم في المنطقة ككل . فقد كتبت صحيفة “كورير” ، في مقال بعنوان ” الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء ” ، أن إعلان واشنطن عن الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء ،”فعلا يعد خطوة تاريخية إلى الأمام في سبيل تحقيق الاستقرار و السلام الدائم ،وهو ما ستعود بالنفع على المنطقة ككل” . واعتبرت أن قرار الولايات المتحدة ،التي كان المغرب سباقا للاعتراف بها سنة 1777 ، له بعد استراتيجي للقارة الأفريقية ،لأن استقرار الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ،التي لها موقع جغرافي واعتباري مهم ، سينعكس إيجابا بكل تأكيد على القارة بأكملها. ورأت صحيفة “ليبيرتاس ” أن المنطقة الافريقية ستجني الكثير من الفوائد باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء ، وهو الفعل الديبلوماسي الهام ،الذي أعلن عنه شخصيا الرئيس الأميريكي دونالد ترامب ، والذي سيساهم في تجنيب المنطقة الكثير من القلاقل . وأضافت الصحيفة أن اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية يبين بشكل واضح وملموس عمق العلاقات التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ،والى أي حد يثق البلد الامريكي في المملكة ،التي هي أول بلد يعترف رسميا بالولايات المتحدة ،وهو ما حصل أواخر القرن 18 . ومن جهتها ،أبرزت صحيفة “أوبسيرفير” أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتراف بلاده بسيادة المغرب على صحرائه يعني ،من بين أمور أخرى ذات حمولة سياسية واقصادية وأمنية ، أن مقترح الحكم الذاتي “جاد و واقعي و له مصداقية ،وهو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم ،ويعد الأساس لتحقيق الازدهار في المنطقة ككل “. ولاحظت أن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء هو فعلا يمهد الطريق للكثير من الدول الوازنة للسير على منوال واشنطن وفتح قنصليات لها و بلورة مشاريع وشراكات اقتصادية في الأقاليم الجنوبية للمغرب ،مشيرة الى أن دولا عربية وأفريقية وأمريكية فتحت لها تمثيليات دبلوماسية ،ما يعني أن قضية الصحراء تعرف منعطفا حاسما غير مسبوق .
وفي هذا الاطار اكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، بالداخلة، أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالمدينة يعتبر حدثا “مهما جدا” بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الإفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.
وأكد أن فتح هذه القنصلية اليوم يأتي في إطار هذا الموقف الثابث، ويأتي للتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الإفريقية الـ16 التي فتحت قنصلياتها في المناطق الجنوبية للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء، مبرزا أن هذا الرقم سيرتفع لأن أغلب الدول الإفريقية اليوم لها وعي بأن هذا المشكل موروث عن حقبة أخرى وأن إفريقيا في غنى عنه.
وأضاف الوزير أن أغلب الدول الإفريقية تعي كذلك أن هذا المشكل يعتمد على موقف متجاوز الآن، وأن دعم مغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، هو الذي سيمكن الدول الإفريقية من تصحيح الخطأ الذي ارتكبته في حق القارة سنة 1984 بقبول كيان وهمي لا يتوفر على أسس قانونية وسياسية ليكون كيانا معترفا به.
وأشار السيد بوريطة إلى أن موقف جمهورية الكونغو يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، علاوة على الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة، ليبلغ العدد 21 قنصلية.
من جهة أخرى، ذكر السيد بوريطة بالقرار الأمريكي “التاريخي” بفتح قنصلية في الداخلة، ليبلغ عدد القنصليات في هذا المدينة عشر قنصليات، مما يجعل من المدينة مركزا قنصليا مهما، مسجلا أن الداخلة تعتبر ممرا استراتيجيا على الصعيد الدولي، لاسيما بين أوروبا وإفريقيا، وهذا ما يبوؤها بمكانة هامة، ستزيد من وتيرة تطور المدينة، بمعية النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة، وستجلب استثمارات وفرص شغل وتنمية اقتصادية واجتماعية.
وأضاف أن أبناء المنطقة الذين اختاروا تأكيد انتمائهم لهذا الوطن والاشتغال على تنمية منطقتهم، يجنون اليوم هذه الثمار بالدعم الدولي وبالمواقف المشجعة، كما سيجنونه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من خلال المشاريع التنموية.
يذكر أن مدينة الداخلة شهدت، منذ بداية السنة الحالية، دينامية دبلوماسية قوية بافتتاح القنصليات العامة لكل من غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، بالإضافة إلى هايتي، التي أضحت أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية. وتميزت مراسم افتتاح القنصلية العامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، على الخصوص بحضور السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال ووالي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، بالإضافة إلى منتخبي الجهة ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات مدنية وعسكرية.
ج /