يشهد المشهد الفني المغربي ظاهرة لافتة تتمثل في مشاركة مجموعة من المؤثرين وصناع المحتوى في الأعمال الدرامية والكوميدية. هذا التوجه أثار نقاشًا واسعًا بين الأوساط الفنية والجماهيرية، حيث تنوعت الآراء بين الترحيب والتحفظ.
من بين هؤلاء المؤثرين، يبرز اسم سيمو السدراتي الذي سيقدم برنامجًا ترفيهيًا بعنوان “ماطيحش على البال” على قناة “الأولى”، حيث يأخذ المشاهدين في مغامرات استثنائية مع نجوم مغاربة.
كما يشارك صانع المحتوى سهيل الشديني في مسلسل “يوم ملقاك”، إلى جانب نجوم مثل محمد خيي ودنيا بوطازوت. وتخوض كوثر سميح تجربتها الأولى في التمثيل من خلال المسلسل الكوميدي “أنا وياك”، بمشاركة الزبير هلال ودنيا بوطازوت وفضيلة بنموسى.
يرى بعض المهتمين أن انخراط المؤثرين في هذه الأعمال يساهم في جذب جمهور جديد، خاصة من فئة الشباب المتابعين لهم على منصات التواصل الاجتماعي، مما قد يزيد من نسب المشاهدة ويعزز انتشار الأعمال الفنية.
في هذا السياق، صرح الممثل رفيق بوبكر بأن المجال الفني مفتوح للجميع، وأنه يجب منح الفرصة لهؤلاء المؤثرين لإثبات قدراتهم، مؤكدًا أن الحكم على أدائهم يجب أن يكون بعد مشاهدة أعمالهم.
من جهة أخرى، يعبر بعض النقاد والفنانين عن تحفظهم تجاه هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن الاعتماد على المؤثرين قد يؤثر سلبًا على جودة المحتوى الفني، خاصة إذا كانوا يفتقرون للتدريب الأكاديمي والخبرة في مجال التمثيل.
كما يخشى البعض من تهميش الممثلين المحترفين وتقليص فرصهم في الحصول على أدوار رئيسية.
في هذا السياق، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق توازن بين الاستفادة من شعبية المؤثرين وضمان جودة المحتوى الفني، مع الحفاظ على حقوق وفرص الممثلين المحترفين في الساحة الفنية.