تتجه الجبهة الوهمية “البوليساريو” الى إعلانها تنظيم إرهابي بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، بعدما فشلت في تنفيذ أجندة الجزائر بفتح منفذ لها عبر النحيط الأطلسي من الصحراء المغربية، وعلى إثر الهزائم الممتتالية للكيان الوهمي، وتضييق الخناق عليها في النتظم الدولي وكشف سرقاته وألاعيبه للمساعدات الإنسانية والإغتناء على حساب الصحراويين المحتجزين في تندوف تحت رعاية جنرالات الجزائر.
و تزامن إعلان التنظيم الإرهابي “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تعيين زعيم جديد له عقب مقتل زعيمه السابق عبد المالك درودكال منذ 5 أشهر من طرف القوات الفرنسية، مع بيانات جبهة “البوليساريو” وإعلانها تجييش المقاتلين وتجنيد المرتزقة للحرب ضد المغرب، حيث كشف موقع “سايت” الأميركي المتخصّص في مراقبة مواقع الجماعات المتطرّفة، أنه تم تعيين إرهابي آخر على رأس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هو الجزائريّ أبو عبيدة يوسف العنابي، الرئيس الحالي لـ”مجلس الأعيان” الذي يعمل كلجنة توجيهيّة للجماعة المتطرفة.
و تواصل جبهة االبوليساريو محاولاتها للتصعيد في الصحراء المغربية بعد الهزيمة المذلة في معبر الكركرات، لإبقاء الفوضى مُتقدة في المنطقة الإستراتيجية، فاتحة بذلك الأبواب لعناصر متطرفة تبحث عن منافذ للتسلل إلى المنطقة وهي عناصر أثبتت الشواهد الميدانية في بؤر الصراع في الشرق الأوسط أنها تتغذى على الفوضى وهي أفضل بيئة لها للتشكل وإعادة تنظيم صفوفها، وليس غريبا أن يُعبّر متشددون دينيا عن استعدادهم للانضمام للجبهة الانفصالية ودعمها في مواجهة القوات المغربية التي أمّنت المنطقة وشكلت طيلة عقود جدارا منيعا ضدّ الإرهاب العابر للحدود.
ومحاولة متطرفين الالتحاق بميليشيات البوليساريو ليس قناعة ولا إيمانا بما تقول الجبهة إنه “نضال من أجل التحرر وتقرير المصير” بل عملية بحث عن موطئ قدم في منطقة ضلت عصية على الاختراق بفضل جهود مغربية لم تهدأ رغم التحديات الأمنية في المنطقة.
وقد أحيى انتهاك البوليساريو لوقف إطلاق النار وإعلانها “حربا مفتوحة” تحت مسمى الكفاح المسلح وهي العبارة التي تستخدمها قيادة الجبهة التي وفرت لها الجزائر اقامات فاخرة بعيدا عن حرّ الصحراء ونيرانها، رغبات متطرفين يُمنّون النفس بالانتقام من المغرب الذي حاصر الإرهاب وفكك عشرات الخلايا الإرهابية في عمليات أمنية ناجحة سلطت الضوء في الوقت نفسه على التحركات المشبوهة في مناطق البوليساريو، وليس خافيا أن المئات من عناصر البوليساريو التحقوا في السنوات الأخيرة بصفوف تنظيمات جهادية في منطقة الساحل والصحراء وأساسا لفروع القاعدة التي تنشط بكثافة في منافسة مع الفرع الإفريقي لتنظيم الدولة الإسلامية الوليد في المنطقة من رحم الانشقاقات في القاعدة.
و رصدت تسجيلات صوتية لمتطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعي “يبتغون فيها الشاهدة في الأراضي المغربية”، و ظهر شخص صحراوي يدعى عثمان عبدالمولى في شريط فيديو تحت عنوان “الويل للغزاة.. لقد جاؤوا أولاد الصحراويات”، موجها رسالة للمغرب مفعمة بمنطق التطرف والإرهاب، مضيفا أن هناك عدد من الموالين للبوليساريو مستعدون وجاهزون لتنفيذ أعمال انتقامية.
وسبق للمغرب أن حذّر على لسان مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبدالحق الخيام من تنامي النشاط الإرهابي في منطقة المغرب العربي تحديدا بسبب عمليات الاستقطاب للمتطرفين ومنهم من ينتمون لعصابة البوليساريو، ولم تكن تصريحات خيام السابقة مجرد تكهنات بل بناء على معطيات دقيقة وتطابق في مضمونها مع تقارير مراكز تتابع شؤون جماعات تكفيرية مسلحة تنشط في منطقة الساحل والصحراء، كانت قد أشارت إلى العناصر المتطرفة في جبهة البوليساريو.
والواقع أن التطرف ليس طارئا داخل الجبهة الانفصالية التي تتغذى من أنشطة التهريب والجريمة المنظمة ومن تجارة المخدرات ومن نهب أموال المساعدات الإنسانية الأممية والدولية للمحتجزين في مخيم تندوف وهو ملف كان يفترض أن يفتح منذ سنوات، لكن الجزائر لعبت دورا مهما في توفير غطاء سياسي وفي تسويق مظلومية زائفة لميليشيات تعتاش على مآسي الصحراويين.
وقد حفلت وكالة الأنباء الصحراوية المنصة الإعلامية لجبهة البوليساريو بأنباء تفيد في مجملها بحرب مفتوحة في الصحراء المغربية على اثر تحرير الجيش الملكي المغربي لمعبر الكركرات وطرد ميليشيات الجبهة منه وإعادة فتحه أمام حركة التجارة، مرسلة إشارات تعبئة بأخبار معظمها كاذبة.
وهذا أمر طبيعي بالنسبة للكيان غير الشرعي الذي يروج لحرب مفتوحة ويغري آلاف الصحراويين من المغرر بهم أو ممن يحتجزهم في مخيم تندوف المعقل الذي أبقته الجزائر في الظل بعيدا عن عيون الإعلام وفي عزلة عن العالم الخارجي بكل ما فيه من مآس إنسانية وظلم وتهميش وتجويع تحت حراب الميليشيات، وذكرت وكالة الانفصاليين أن الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي أكد يوم الثلاثاء استمرار “الكفاح المسلح”، مضيفا أن “هذه المرة لن تكون بطرق سلمية كما كان عليه الوضع سابقا”.