خمدت عاصفة “الإحتجاج” داخل البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية، وصمت الأعضاء على رئيس الحكومة، حيث انطفأ وهج المزايدات على القضية الفلسطينية ، والخروج ببيان يساند رئيس الحكومة، في تحول إديولوجي للحزب الذي لطالما زايد على المغاربة بمواقفه ضد ما سمي بالتطبيع، أمام سوء الفهم الكبير للعلاقات المغربية و الإسرائيلية التي هي في الأصل علاقات تربط اليهود المغاربة بالمغرب، قبل أن يفطن الحزب الى أهمية العلاقات الإنسانية قبل التجارية والدبلوماسية والسياسية، فيما يؤشر على توجه “البيجيدي” نحو تغيير إديولوجيته وتصحيح أفكاره المشرقية ونفض تعاليم المضللة لتنظيم الإخوان.
و رفض المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بالأغلبية طلبات عقد مؤتمر استثنائي للحزب التي تقدم بها بعض أعضاء المجلس الوطني طبقا للمادة 20 من لائحته الداخلية، في حين صادق المجلس بالأغلبية على انتخاب رئيس للجنة الأنظمة والمساطر بالمجلس الوطني، وذلك خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حيث عرف المجلس تقديم التقرير السياسي سعد الدين العثماني، حيث ذكر العثماني ، بالسياق الوطني الذي تهيمن عليه تحولات كبرى ذات طبيعة استراتيجية، خاصة على صعيد قضية وحدتنا الترابية بعد الإعلان الرئاسي الأمريكي القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على كامل تراب أقاليمنا الصحراوية، مع ما سبق هذا الحدث ورافقه من تأمين لمعبر الكركرات وإقبال العديد من الدول الشقيقة والصديقة على فتح تمثيليات دبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة.
و أحاط رئيس المجلس أعضاء المجلس بالمراسلات الواردة على المكتب وبالقرارات المتخذة بشأنها، ثم قدمت الأمانة العامة تقريرا حول تفعيل توصيات وقرارات الدورة السابقة للمجلس الوطني؛ وتقرير أداء الحزب برسم سنة 2020؛ وتقرير تنفيذ ميزانية الحزب برسم سنة 2020؛ وتقرير لجنة مراقبة مالية الحزب، وبعد تقديم هذه التقارير، تم تخصيص حصتين للمناقشة العامة تميزت كل منهما بمناقشة سياسية عميقة ومستفيضة تدخل خلالها أزيد من 140 من أعضاء المجلس الوطني.
و جدد الحزب التأكيد على مواقفه الراسخة وانخراطه الدائم وراء جلالة الملك للدفاع على الوحدة الوطنية والترابية للمملكة وسيادتها على الصحراء المغربية، كما يؤكد المجلس الوطني على انخراطه الكامل في التعبئة الوطنية ويدعو مناضليه وعموم المواطنين إلى إبداع المزيد من المبادرات للترافع والدفاع عن القضية الوطنية التي تستمد عدالتها ومشروعيتها من الحق التاريخي والقانوني والسياسي، ومن رباط البيعة الشرعية التي تربط الأقاليم الجنوبية بالمؤسسة الملكية، ويعتز بالانتصارات الكبيرة التي يحققها المغرب اليوم، بقيادة جلالة الملك والتي تأتي كتتويج للتضحيات التي قدمها المغاربة من أرواحهم ودمائهم في ساحة الشرف والبطولة والتي لازالت شاهدة على الملاحم التي قدمتها وتقدمها القوات المسلحة الملكية ضد خصوم وحدتنا الوطنية والترابية؛
و ثمن الحزب الجهود المبذولة من قبل الحكومة في مواجهة جائحة كورونا، ويحيي مبادراتها المتنوعة للتصدي لتداعياتها المختلفة ويحيي في هذا السياق الأطر الطبية والتمريضية والإدارية ورجال ونساء القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال ونساء التعليم وعمال النظافة وكافة المؤسسات المنتخبة والسلطات المحلية، كما يحيي المواطنين والمواطنات الذين عبروا خلال هذه الجائحة عن منسوب عال من التضحية والتضامن والتآزر والتعاون.
وكشفت أمينة ماء العينين عضو المجلس الوطني للحزب العدالة والتنمية والبرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، ان الحزب في حاجة “للنقاش الداخلي وإلى فضاءات غير حكومية، بصرامة الأنظمة والمساطر لمراجعة الكثير من القضايا، وضمنها ما اعتُبِر لفترة طويلة من المسلمات”، وأوضحت ماء العينين، في تدوينة على حسابها على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، عقب انعقاد المجلس الوطني للحزب، أن “حزب العدالة والتنمية يشرف على إنهاء دورة من تاريخه السياسي، وصار لزاما إطلاق مبادرات داخلية حقيقية، لتقييم المرحلة السابقة فكريا وسياسيا وتنظيميا، واستشراف مرحلة جديدة بأفق جديد وأطروحة جديدة ونخبة جديدة”.
وكشفت البرلمانية، أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومواضيع أخرى، “عرفت نقاشا سجل اختلافات كبيرة في المقاربة والمنظور، وعبر الجميع عن موقفه وهو حق مكفول للجميع مهما كان الاختلاف”.
وأشارت ماء العينين، أن مناقشة البيان الختامي الذي أعدت مسودته الأولى لجنة صادق عليها المجلس الوطني، عرفت اختلافا في طريقة صياغة الموقف والتعبير عنه، وتعليقا على انسحاب بعض أعضاء المجلس الوطني، أكدت النائبة، على أنها “تحترم قرار بعض الأعضاء الذين ارتأوا الانسحاب”، مطالبة باحترام قرارهم وإن كانت تختلف معه باعتبار أن “الديمقراطية تقتضي الاعتراف بحق الانسحاب من الاجتماعات، وهي ممارسة متعارف عليها حتى في الهيئات التي تضم صناع القرار الكبار في العالم”.
وأكدت المتحدثة على أن أشغال المجلس الوطني للحزب العدالة والتنمية، تخللتها نقاشات عميقة، ” اتسمت بقدر كبير من الجرأة والوضوح والمسؤولية في التعبير عن مختلف الآراء المتعددة والمختلفة حد التناقض بخصوص بعض الموضوعات”، وأن الحزب يشرف على إنهاء دورة من تاريخه السياسي”.