صفعت إدارة جوزيف بايدن الرئيس الأمريكي الجديد، خصوم الوحدة الترابية، بالإعلان عن تطوير إتفاقيات إسرائيل و الدول العربية ، حيث أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، أن واشنطن ستعمل مع إسرائيل على المسائل الأمنية الإقليمية، وقال سوليفان، في بيان، عقب محادثة مع نظيره الإسرائيلي، مائير بن شبات، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ستعمل بشكل وثيق مع إسرائيل على القضايا الأمنية، وبناء اتفاقات تطبيع إقليمية.
وجاء في البيان “لقد ناقشوا إمكانية تعزيز الشراكة، خلال الأشهر المقبلة، عبر البناء على نجاح اتفاقات التطبيع مع الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب”، وبحسب البيان ذاته، فإن سوليفان دعا إلى البدء في حوار استراتيجي بين واشنطن، وتل أبيب، خلال الفترة المقبلة.
و أقرت حكومة بنيامين نتنياهو، في جلستها الأسبوعية، اتفاق استئناف العلاقات الذي وقع في الرباط، في العاشر من دجنبر الماضي، بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، برعاية أمريكية، على أن يعرض لاحقا على الكنيست من أجل الاقرار، وسيمهد إقرار الاتفاق من قبل الحكومة والكنيست الطريق أمام تطبيق بنوده، ولا سيما بدء تشغيل الرحلات الجوية المباشرة، وتدشين الممثليات الدبلوماسية في كل من الرباط وتل أبيب، وبدء التعاون في المجالات الاقتصادية والسياحة، وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، قبل أسبوعين، تعيين السفير السابق دفيد جوفرين ممثلاً لتل أبيب في مكتب الاتصال بالمغرب.
و هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلالة الملك محمد السادس، على اتفاقية إقامة العلاقات بين الدولتين، وبمناسبة مصادقة الحكومة الإسرائيلية رسميا على الاتفاقية التي تم الإعلان عنها بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، في 22 ديسمبر الماضي، غرد نتنياهو قائلا “الحكومة صادقت اليوم على اتفاقية إقامة العلاقات مع المغرب”، ثم تابع معلنا فتح ممثليات دبلوماسية قريبا “هنأت في مستهل جلسة الحكومة جلالة ملك المغرب محمد السادس على التعاون الذي يجري بين البلدين في مجالات الطيران والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا”.
وصادقت الحكومة على اتفاقية إقامة العلاقات مع المغرب، حيث هنأت في مستهل جلسة الحكومة جلالة الملك محمد السادس على التعاون الذي يجري بين البلدين في مجالات الطيران والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا وقلت إن ممثليات دبلوماسية ستفتح قريبا في كلا البلدين.
وفي تصريح مسجل قال نتانياهو “نطرح اليوم اتفاقية تاريخية تُعنى بإقامة علاقات بين إسرائيل والمغرب مما يُعدّ حقًا لحظة تاريخية”، وأضاف “نروّج معًا لتسيير رحلات جوية مباشرة تربط دولتينا، مما سيتم إنجازه في القريب العاجل، ناهيك عن الترويج للتعاون في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والتكنولوجية، وبالطبع فتح ممثليتين دبلوماسيتين في دولتينا”.
و ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية استنادا إلى مصادر داخل الحزب الديمقراطي أن جو بايدن استقبل بترحيب كبير قرار المغرب إعادة علاقاته مع إسرائيل وكذا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وأن إدارة الرئيس الجديد تعتبر المملكة حليفا أساسيا يمكن الاعتماد عليه كمحاور رئيسي بمنطقة شمال إفريقيا، مستبعدة بذلك أي نية لدى الإدارة الجديدة للتراجع عن قرار الإدارة السابقة.
ويعول خصوم المغرب، وخصوصا اللوبي الأمريكي الذي يعمل لصالح الجزائر، على إقناع فريق الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، في وقت تبدي الرباط ثقتها في الشراكة الاستثنائية التي ظلت تجمعها مع واشنطن بتعاقب جميع الإدارات الأمريكية، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية.
وكان مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلنكن، قد أشاد خلال حديثه عن رؤيته لقضايا منطقة الشرق الأوسط، في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بـ”اتفاقات إبراهيم”، التي أبرمتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بين إسرائيل وعدة دول عربية، وقال بلنكن ” نحن ملتزمون بأمن إسرائيل”، وتعهد بأن تعمل إدارة بايدن على البناء على اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية، وزاد: “ينبغي أن أصفق لما حققته إدارة ترامب بشأن الاتفاقات الإبراهيمية، التي جعلت إسرائيل والمنطقة أكثر أمنا”.
واعتراف ترامب بمغربية الصحراء جاء في سياق استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، في إطار اتفاق ثلاثي موقع بين الدول الثلاث بتاريخ 22 دجنبر من العام المنصرم، ما يعني أن خرق إدارة بايدن لأي بند من هذا الاتفاق الثلاثي قد يدفع المغرب إلى قطع علاقاته مع إسرائيل، وفق مراقبون، ويتضح من خلال تصريحات المرشح لمنصب وزير الخارجية أن إدارة بايدن ستتفادى القيام بأي إجراءات أو مراجعات لقرارات وقعها ترامب من شأنها أن تؤثر على علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
وحسب تصريحات دايفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، فإن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل لا تقف عند حدود فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، بل إن هذه الخطوة ستتطور إلى فتح السفارتين قريباً، ما يعني أن المرحلة الثانية من تطوير العلاقات بين الطرفين قد تكون على مستوى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في حالة مواصلة إدارة بايدن تنزيل التزاماتها.