كشفت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، ارتفاع في خدمات التأمين على حياة الأفراد بشكل قياسي في الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، حيث بلغت نسبته21.3 في المائة، كما ارتفعت أنشطة الادخار والتأمين على الحياة، وفق هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، بنسبتي 21 و11.9 في المائة على التوالي، وهو ما ساهم في رفع الأداء العام لشركات التأمين العاملة في القطاع بالمغرب، وانتعشت خدمات التأمين على حياة الأفراد مع الجائحة، حيث اتجه عدد كبير من المغاربة الى هذه العمليات في التأمين على الحياة، بعد تفشي وباء كورونا، وارتفاع حالات الوفيات.
وكانت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي ، أفادت أن أقساط التأمين الصادرة عن شركات التأمين وإعادة التأمين بلغت، نهاية شهر يوليوز الماضي، حوالي 32,7 مليارات درهم؛ ما يمثل ارتفاعا بنسبة 10,5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
وأوضحت الهيئة، في آخر إحصائيات لها، أن فرع تأمينات “غير تأمين الحياة” ارتفع بنسبة 6 في المائة؛ فيما عرفت فئة التأمين على “الحياة” ارتفاعا بنسبة 16,6 في المائة.
وأضاف المصدر ذاته أنه، في فرع تأمينات “الحياة”، ارتفعت فئات “منتجات الادخار بالدرهم” و”الوفاة” و”منتجات الادخار بالوحدات الحسابية “، بنسب 15 في المائة و11,1 في المائة و46,6 في المائة على التوالي، وفي المقابل، يبرز المصدر ذاته، سجلت عمليات القبول تراجعا بنسبة 80,8 في المائة.
وأشارت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي إلى أن أقساط النقل سجلت بدورها ارتفاعا، بنسبة 8,7 في المائة، إلى 497 مليون درهم.
من جهة أخرى، بلغت أقساط التأمين ضد الحوادث الجسدية ما يقرب من 2,8 مليارات درهم بنهاية يوليوز، بارتفاع نسبته 5,1 في المائة؛ فيما بلغت أقساط التأمين ضد الحريق 1,4 مليارات درهم (ناقص 10,1 في المائة).
و تتجه حالات الوفيات بالوباء، الى التراجع بعدما عرف المغرب موجات وبائية شديدة رفعت نسبة الوفيات بالفيروس، حيث يواجه المغرب اليوم عمليات الجرعة الثالثة، لتقوية المناعة الجماعية وموادهة انخفاض مناعة الملقحين المسنين، حيث سجلت اللجنة العلمية لكورونا سيرا عاديا لمسار الإقبال على الجرعة الثالثة، فيما رصدت ضعفا في الإقبال على التلقيح بالنسبة للفئة العمرية 35-45 سنة، ويقدر عددها بمليون مواطن، موضحين، ” أن الجرعة الثالثة تمضي إلى حدود الساعة بشكل جيد”، معتبرا أن المشكل الحقيقي الذي رصد هو ضعف الإقبال على الجرعة الأولى من الفئة ما بين 35 و45 سنة، و أن “هذه الفئة تحتاج إلى نداءات من أجل الالتحاق بالركب، خصوصا أنها تتكون من مليون شخص تقريبا، وأساسية لضمان المناعة الجماعية، بعدما تلقى المغاربة أربعة أنواع أساسية من اللقاحات هي فايزر بيوتنيك الأمريكي الألماني، وسينوفارم الصيني، وأسترازينيكا البريطاني، وجونسون آند جونسون الأمريكي.
وشدد البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، على ان قرار التطعيم بالجرعة الثالثة من لقاحات كورونا، تفسره الأرقام المغربية التي تشير إلى أن أكثر من 80 في المئة من الملقحين الذين توفوا، توفوا بعد ستة أشهر على تلقيحهم بالجرعة الثانية، وأوضح إبراهيمي في تدوينة له، أن هذه الوفيات تعزى لانخفاض مناعة هؤلاء المكتسبة، ولكونهم من ذوي الأمراض مزمنة، وهو ما اقتضى أن تعزز مناعة هؤلاء بجرعة ثالثة بعد ستة أشهر عن تلقيهم الجرعة الثانية، إلى جانب أصحاب الصفوف الأمامية لأنهم معرضون للفيروس بنسب كبيرة.
و كشف عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية المتتبعة لـ”كوفيد 19″، عن” مليون شخص فوق أربعين سنة لم يتلقوا اللقاح”، مطالبا بدعوتهم لأخذ جرعات اللقاح لكونهم يشكلون تهديدا على لوضع الوبائي”، موضحا أن ” الفئة ما بين 17 و 26 سنة ما بين 5 و6 ملايين لم يلقحوا”، موضحا أن ” 5 بالمائة فقط من هؤلاء الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح سيتسببون في نقل العدوى في حالة موجة جديدة”، وحذر الابراهيمي، من كون بعض الشباب طوروا أعراضا خطيرة واصيبو بـ”كوفيد 19 طويل الأمد”.