ارتفع عدد المواطنين المغاربة الذين استفادوا من التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد إلى غاية الساعة السادسة من مساء اليوم الاثنين، ليقترب من حاجز الأربعة ملايين ونصف مستفيد، وذلك منذ انطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد الفيروس، وبلغت حصيلة الأشخاص الملقحين بالمغرب منذ انطلاق الحملة الوطنية ضد “كوفيد-19″، أربعة ملايين و486 ألفا و628 مستفيدا من جميع الفئات التي تتوفر على الشروط التي تؤهلها للاستفادة من الجرعة الأولى من التطعيم، من بينهم أربعة ملايين و148 ألفا و610 تلقوا جرعتين من اللقاح.
وقررت الوزارة توسيع الاستفادة من التلقيح لتشمل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 و64 سنة، وذلك بالموازاة مع استمرار تلقيح الفئات المستهدفة من المرحلة الأولى من الحملة.
من جانبه أكد الأستاذ الجامعي نبيل الكط، أن التطورات التي تشهدها الحالة الوبائية بالمملكة، تستدعي من الجميع التحلي بروح المسؤولية، وأوضح الكط وهو أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، تعليقا على القرار الحكومي القاضي باتخاذ تدابير احترازية وإجراءات مواكبة على إثر هذه التطورات، أن “الوضع الوبائي الراهن يفرض على جميع المواطنين التحلي بروح المسؤولية من خلال الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد والتقليص من التواصل الاجتماعي المباشر”.
وأضاف، من الواضح أن “الحكومة راعت، بل كانت جد واعية، بحجم التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لقراراتها، عندما حاولت تقليص نطاق انتشار الفيروس دون الاضطرار إلى اتخاذ إجراء الإغلاق الكلي، الذي يظل أحد الخيارات المطروحة، إذا ما شهدت الحالة الوبائية انفلاتا على مستوى الحالات الخطيرة”. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الأبرك، بما يرمز إليه من ارتباط وثيق بشعائر دينية وعلاقات اجتماعية، وتباطؤ ملحوظ يصل حد التوقف بالنسبة لبعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية نهارا، سيطرح النقاش مجددا لدى المواطنين والمهنيين على حد سواء حول الإجراءات المتخذة بشكل مواز مع قرار حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة ، مع الإبقاء على مختلف التدابير المعلن عنها سابقا.
وتابع أن القراءة العلمية للحالة الوبائية في المملكة، والمتسمة بروح الإستباقية والمسؤولية، كما أبانت عنه المحطات السابقة التي أثبتت إلى حد كبير فعالية تدبير هذه الجائحة، والتي مكنت من تجنب سيناريوهات كارثية لم تتمكن دول ذات منظومات صحية متقدمة من التغلب عليها ، تؤكد اليوم على أن زيادة نسبة ملء غرف الإنعاش وظهور أعراض أكثر حدة على المصابين، تلزم باتخاذ إجراءات ناجعة تراعي خصوصية السلالة الجديدة من الفيروس.
و أظهرت دراسة نشرتها دورية “لانسيت” للأمراض المعدية أن سلالة متحورة شديدة العدوى من فيروس كورونا، واكتشفت لأول مرة في بريطانيا، ” لا تتسبب في أعراض أشد حدة لدى المرضى الذين يعالجون في المستشفيات”.
ورصدت السلالة المعروفة باسم “بي.7.1.1” لأول مرة في بريطانيا أواخر العام الماضي، وأصبحت السلالة الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وحللت الدراسة بيانات مجموعة تتألف من 496 مصابا بكوفيد-19 دخلوا مستشفيات بريطانية في نونبر ودجنبر من العام الماضي، وقارنت النتائج بين المرضى المصابين بسلالة “بي.7.1.1” وسلالات أخرى. ولم يجد الباحثون أي اختلاف في مخاطر الإصابة بأعراض شديدة أو الوفاة أو غيرها من النتائج السريرية الأخرى، وقال الباحثون في الدراسة المنشورة الاثنين “تبث بياناتنا، التي تأتي في إطار وحدود الدراسة الواقعية، طمأنينة مبدئية بأن شدة الأعراض لدى المصابين بسلالة “بي.7.1.1″ في المستشفيات لا تختلف كثيرا عن شدة المرض لدى المصابين بالسلالات الأخرى”.
وأفادت دراسة منفصلة نشرتها دورية “لانسيت” الطبية للصحة العامة بأن اللقاحات ستكون فعالة ضد السلالة البريطانية المتحورة على الأرجح نظرا لعدم وجود زيادة واضحة في معدل الإصابة مرة أخرى بالسلالة عند مقارنتها بالسلالات غير البريطانية، وأكدت الدراسات أيضا نتائج سابقة تفيد بأن سلالة “بي.7.1.1″ أشد عدوى”.