بينما تستعد مكة المكرمة لاستقبال أكثر من مليون حاج هذا الأسبوع لأداء شعائر الركن الخامس في الإسلام، تعود إلى الذاكرة سلسلة طويلة من الأحداث التي شهدتها مواسم الحج عبر العصور.
فخلف قدسية المكان وأهمية المناسك، واجه ملايين الحجاج على مر السنين تحديات قاسية، تراوحت بين الكوارث المميتة وحوادث التدافع المأساوية، إلى الأوبئة والصراعات المسلحة.
يستحضر المؤرخون حادثة إلغاء موسم الحج عام 1798 بعد غزو نابليون للمنطقة، ما جعل الرحلة المقدسة محفوفة بالمخاطر وأجبر السلطات على إلغاء الموسم برمته.
وفي العصر الحديث، لم يكن موسم 2020 استثناءً من موجات التعطيل، إذ تسبب تفشي فيروس كورونا في تقليص أعداد الحجاج إلى بضعة آلاف فقط، مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج قبل عام واحد.
تُظهر هذه الحوادث والظروف، عبر التاريخ الحديث، أن رحلة الحج لم تكن مجرد طقس ديني، بل صمودٌ في مواجهة مصاعب سياسية وصحية واجتماعية، ما جعلها تجربة إنسانية استثنائية تتوارثها الأجيال.