صادقت الحكومة، على مشروع مرسوم رقم.21.4792 يتعلق بإحداث تعويض عن التنقل عبر البحر لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج المسافرين عبر الرحلات البحرية الرابطة بين موا نئ فرنسا وإيطاليا والبرتغال وموانئ المملكة المغربية، وذكر بلاغ صدر عقب المجلس الحكومي أن مشروع هذا المرسوم ، الذي يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية، يروم تحديد تعويض مالي بصفة استثنائية لفائدة أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج والمسافرين عبر الرحلات البحرية لمرة واحدة وأخيرة ذهابا وإيابا، وذلك خلال الفترة الممتدة من 15 يونيو 2021 إلى 30 شتنبر 2021.
وتجدر الإشارة أن آليات وكيفية صرف هذا التعويض ستحدد بقرار مشترك بين وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء ووزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة.
و قال رئيس الحكومة، إن التعليمات الملكية لتسهيل عودة أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج إلى بلادهم بأثمنة مناسبة، خلفت صدى طيبا بين أفراد الجالية، وشجعت العديد منهم على زيارة بلادهم، رغم ظروف الجائحة والصعوبات التي عانوها في بلدان الإقامة، واعتبر العثماني خلال كلمته بالمجلس الحكومي، أن الإجراءات المتخذة لعودة الجالية المغربية، ستعطي لهذا الصيف نكهة خاصة، وستمكن أفراد الجالية من استدراك ما فاتهم خلال السنة الماضية.
وأشار العثماني إلى الأوامر الملكية لكل المتدخلين في مجال النقل الجوي، وخاصة شركة الخطوط الملكية المغربية، وكذا مختلف الفاعلين في النقل البحري، بالحرص على اعتماد أسعار معقولة تكون في متناول الجميع، وتوفير العدد الكافي من الرحلات، لتمكين العائلات المغربية بالخارج من زيارة وطنها خلال هذا الصيف وصلة الرحم بأهلها وذويها، خاصة في ظروف جائحة كوفيد 19.
وسجل العثماني دعوة الملك لكل الفاعلين السياحيين، سواء في مجال النقل أو الإقامة، لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد استقبال أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وبأثمنة ملائمة، فضلا عن تجنيد السفارات والقنصليات العامة بالخارج، خلال هذه العملية، للقيام بجميع التسهيلات اللازمة.
ومن جهة أخرى لفت رئيس الحكومة إلى تحسن الوضعية الوبائية، وخصوصا بعد الحملة الوطنية للتلقيح التي تقدمت بصورة تبعث على الرضا، رغم الصعوبات المرتبطة بتوفر اللقاح دوليا.
وأوضح أن تزايد عدد المواطنين المستفيدين من التلقيح، والذي سيقارب 10 ملايين شخص، يتوازى مع تحسن الوضعية الوبائية من حيث عدد الحالات النشطة والحالات الخطيرة، والوفيات التي بقيت مستقرة، مما يستوجب المزيد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية والصحية الفردية، حتى تتمكن بلادنا من الخروج من فترة الجائحة سالمة.
و رست الخميس بالرصيف الأول لميناء طنجة المتوسط للمسافرين أول باخرة ركاب حاملة مجموعة من مغاربة العالم العائدين لأرض الوطن لقضاء عطلة الصيف ، في إطار عملية “مرحبا2021″، ولم يخف عدد من ركاب هذه الباخرة الأولى سعادتهم الكبيرة بتجديد الوصال بأرض الوطن بعد أزيد من سنة ونصف من الجائحة ، التي شلت العالم وفرضت قيودا على السفر.وأجمعوا ، وعلامات التأثر بادية على محياهم ، أن التعليمات الملكية السامية نزلت بلسما على أفراد الجالية المغربية بأوروبا، وهم التواقون إلى زيارة أرض الوطن وتجديد الوصال مع أفراد أسرهم، يغالبهم الشوق إلى المغرب والأهل بعدما حالت الجائحة لأشهر طوال بينهم وبين الوطن الأم .
مسافرون على متن هذه الرحلة وينوون مواصلة الطريق للقاء عائلاتهم بمكناس والرباط والدار البيضاء ومراكش وغيرها من المدن يلوحون بالعلم الوطني ويصدحون بعبارات “عاش سيدنا” و”عاش المغرب”، وتؤمن باخرة “بيلاغوس”، الحاملة للعلم الفرنسي والتابعة لشركة “لا ميريديونال” ، الخط البحري الرابط بين ميناء مرسيليا “جنوب فرنسا” وميناء طنجة المتوسط للمسافرين، والذي يعتبر من بين الخطوط البحرية التقليدية إلى جانب “طنجة المتوسط – سيت “فرنسا” و “طنجة المتوسط – جينوا “إيطاليا”.
وخصت السلطة المينائية لطنجة المتوسط ومؤسسة محمد الخامس للتضامن حفل استقبال على شرف مغاربة العالم القادمين على متن هذه الباخرة، من خلال رش المياه احتفاء بوصول الباخرة، وتقديم التمر والحليب للمسافرين ، الذين عانقوا أرض الوطن بالزغاريد والأهازيج، بعد غياب قسري لحوالي سنة ونصف بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأبرز المسؤول عن القطب الإنساني والطبي بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، عبد الله عمر موسى، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن طنجة المتوسط يستقبل اليوم أول باخرة قادمة من مرسيليا وحاملة مجموعة من المغاربة المقيمين بالخارج ،الذين عادوا إلى أرض الوطن لملاقاة أحبابهم ومعانقة بلدهم.
وأضاف أن “الاستقبال منظم بتنسيق تام مع مجموعة من الشركاء والمتدخلين في عملية مرحبا، لاسيما السلطات المينائية والمحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والجمارك والصحة”، مبرزا أن المؤسسة “تعد عدة استثنائية من أجل ضمان مرور عملية مرحبا في أفضل الظروف”.
وتابع عمر موسى أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الحلالة الملك محمد السادس، تعمل على وضع ترتيبات خاصة للمواكبة وخدمات رهن إشارة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج على متن البواخر التي تؤمن العبور، وذلك لضمان استفادتهم من ظروف مثلى خلال العبور والوصول.
و أعرب مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين كمال لخماس عن “تعبئ كافة المتدخلين لاستقبال مغاربة العالم في إطار عملية مرحبا 2021″، مبرزا أن “السلطات المينائية، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، قامت بتعزيز الوسائل المادية واللوجستية والبشرية لضمان مرور عملية استقبال المغاربة المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وضمان سلاسة المرور عبر الميناء”.