عاد وفد للمتمردين الحوثيين الثلاثاء إلى صنعاء بعد محادثات في السعودية وصفها أحد أعضاء مكتبهم السياسي بأنها كانت “جدية وإيجابية”، على رغم أنه لم يتم خلالها إعلان أي تقدم.
وكانت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن داعما للحكومة المعترف بها في مواجهة المتمردين، أكدت الأسبوع الماضي أنها تستضيف وفدا حوثيا لمناقشة عملية السلام في اليمن بعد تسع سنوات من اندلاع الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقالت قناة “المسيرة” التلفزيونية التابعة للمتمردين إن الوفد “عاد إلى العاصمة صنعاء اليوم الثلاثاء، بعد 5 أيام من المفاوضات التي أجراها مع الطرف السعودي في الرياض”.
هذه أول زيارة علنية لوفد من الحوثيين إلى المملكة منذ باشرت السعودية في مارس 2015 حملة عسكرية على رأس تحالف لوقف تقدم الجماعة المدعومة من إيران بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء.
وفي بيان صدر في ساعة مبكرة الأربعاء، رحبت وزارة الخارجية السعودية ب”النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن” دون الكشف عن أي تفاصيل محددة.
وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى خمسة أشهر على زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء للبحث في عملية السلام.
وترأس الجانب السعودي في محادثات الرياض سفير المملكة لدى اليمن محمد الجابر، بحسب بيان وزارة الخارجية السعودية الذي ن شر على منصة “إكس” (تويتر سابقا).
وجرى في المحادثات “التأكيد على استمرار وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها الدائم على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار” وفق البيان.
وقد أكد عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” علي القحوم، أن عودة الوفد الى صنعاء هدفها “التشاور”.
وكتب على منصة إكس إن الوفد عاد “للتشاور مع القيادة… وإطلاعها على نتائج المفاوضات”.
وأكد أنه ستكون هناك “جولة جديدة… حيث اتسمت المفاوضات (في السعودية) بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز التعثر والعقد” في ملفات مختلفة منها القضايا الانسانية وصرف رواتب الموظفين وتخفيف “المعاناة للشعب اليمني جراء العدوان والحصار”.
واليمن غارق في نزاع منذ منتصف العام 2014، تسبب بمقتل وإصابة مئات الآلاف وأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الامم المتحدة.
تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توس طت فيه الأمم المتحدة ودخل حي ز التنفيذ في أبريل 2022. ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حد كبير حتى بعد انتهاء مفاعيلها في اكتوبر 2022.
لكن الأزمة الإنسانية في البلد الفقير لا تزال تتفاقم، مع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.