الدكتور هشام خرمودي،طبيب صيدلاني متخصص وخبير في السياسات الدوائية،يجلي الغموض حول اللقاح الصيني ضد كوفيد 19،ويشيد بالفكر الاستباقي والاشراف الملكي لتوفير اللقاح ضد كوفيد 19 للمغاربة ويكذب علميا مزاعم المشككين،في حوار حصري مع موقع اشطاري24.
- تقييمكم دكتور لإرتفاع عدد الإصابات في المغرب حاليا؟
بالفعل لازلنا نسجل في المغرب ارتفاعا لعدد المصابين بفيروس سارس كوف 2 وارتفاع في نسبة الوفيات رغم كل المجهودات المبذولة للتصدي لهذه الجائحة ، وهذا راجع بالاساس الى معامل العدوى القوي لهذا الفيروس و الذي يصل الى 3.28 (ration de reproduction ) متجاوزا معامل العدوى لفيروس الأنفلونزا الاسبانية لسنة 1918 وكذلك معامل العدوى بفيروس سراس كوف لسنة 2003. ولعل هذه القوة المعدية لسارس كوف 2 كانت سببا مباشرا في الإطاحة بالعديد من الانظمة الصحية في العالم.
أما عن حصيلة الوفيات فهي تجد تفسيرها من كون هذا الفيروس ينضاف الى لائحة الفيروسات ذات القوة الإمراضية وذات قوى قاتلة فتاكة، فالعالم شهد الى حدود الساعة اختبار اربع فيروسات ذان قوة إمراضية حميدة (pathogénicité bénigne) وهم فيروس 220 E- OC34 – NL63 وHKU 1 وهم موضوع اللقاح الرباعي للأنفلونزا الموسمية لهذه السنة كما اختبرت البشرية كذلك نوعين من الفيروسات الفتاكة وهما سراس كوف لسنة 2003 (sras-cov) والميرس (mers) أو ما يسمى بأنفلونزا الشرق الاوسط لسنة 2012 الى هذين النوعين ينضاف فيروس سارس كوف 2 بنسبة قتل أو فتك تتجاوز 14.8 % عند المسنين و العجزة.
ولابد من التأكيد هنا على أننا في المغرب لم نختبر بعد القوتين معا المعدية والإمراضية الفتاكة، لكون سارس كوف 2 فيروس شتوي ويجد ضالته في المساحات الرطبة وبالتالي فمن المتوقع أن نشهد ارتفاعا مهولا في عدد الاصابات وعدد الوفيات خلال الاشهر القادمة لأنها ستوفر للفيروس المناخ المناسب لبلوغ ذروة نشاطه. وللتذكير فقط فالمغرب سجل أول حالة إصابة في 3 مارس من هذه السنة أي أننا لم نختبر نشاط هذا الفيروس في فصلي الخريف و الشتاء بعد.
- ما قراءتكم دكتور لكون المغرب يسابق الزمن لتوفير اللقاح؟
فبالنظر الى كون المغرب مقبل خلال الأشهر القادمة على تقلبات مناخية سيبلغ فيها هذا الفيروس ذروة نشاطه على الإمراض و الفتك، وبالنظر كذلك الى كون الخريطة المرضية بالمغرب غير مضبوطة بمعنى أن الامراض المزمنة قد تكون جد متفشية وهو ما يشكل أرضية خصبة لممارسة الفيروس لقوته القاتلة وهذا من شأنه أن يعزز حصيلة الوفيات في المملكة بشكل مهول، علاوة على ذلك ، فالمنظومة الصحية المغربية لن تصمد أمام القوة الإمراضية للفيروس خلال الأشهر القادمة فحتى أعتى الانظمة الصحية في العالم خرت وانهارت أمام هذه الجائحة.
وأمام كل هذه الاخطار المحدقة بحياة وصحة المغاربة استبشرنا خيرا في هذا الإشراف المولوي لمقارعة القوى الدولية حتى يحصل المغرب على نصيبه من اللقاح ويتجنب ويلات الجائحة.
- كيف تنظرون دكتور لسباق المختبرات الدولية لإستصدار هذا اللقاح؟
بغض النظر عن كون الجائحة فرصة ذهبية لهذه المختبرات لتدخل الى تاريخ الانجازات الصحية الدولي، ونحن نشهد ان قبل أيام فقط مختبر داع صيته عبر العالم بنتيجة إختباراته السريرية و التي وصلت الى حدود 94.5% رغم أن هذا المختبر حديث النشأة إذا تعود فقط التي سنة 2010 والذي يرأس مشروعه حول اللقاح المغربي منصف السلاوي، وبغض النظر كذلك على الاغراءات المادية وكل المكاسب التي يمكن تحصيلها من هذا السبق العلمي الصحي فإن شعوب العالم أجمع تتوخى خيرا في هذا السباق المحموم لصد هذه الجائحة.
فأكثر من 47 مختبرا تقدم الى منظمة الصحة العالمية بملفات الحصول على رخصة التسويق الدولي (AMM) وهذا يستجيب لآمال الشعوب والدول في ظل هذا الظرف الصحي المشمول بالاستعجال.
- طفت على السطح العديد من حملات التشكيك في مختبرات بعينها، فما قراءتكم لهذا الامر دكتور؟
أتفهم الى حد ما تسخير كل الأذرع الاعلامية وبشكل عام كل الاذرع المدنية للنيل من مصداقية بعض الاجتهادات، وهذا راجع بالاساس الى طبيعة هذا السباق بين الشركات المتعددة الجنسيات و الذي قد يتجاوز أحيانا حدود التنافس الاخلاقي الشريف.
وفي واقع الحال أن اختراع هذا اللقاح أو الدواء بشكل عام يخضع لضوابط قانونية وعلمية وتكنولوجية و تصنيعية جد صارمة تتداخل فيها كل الخبرات والتخصصات.
فإنتاج أو اختراع اي دواء يبدأ أولا بمرحلة التصميم (conception) حيث يتم تحديد الخصائص الفيزيوكميائية ودراسة اللاتوافق والحركية الدوائية والنشاط العلاجي وطرق وأشكال تناولها ثم دراسة السواغ ومواد التوضيب علاوة على مراحل التصنيع و المراقبة .
هذين المرحلتين ينتج عنهما استصدار كمية أولية نموذجية يتم تقديمها إلى منظمة الصحة العالمية بطلب رباعي قصد الحصول على الإذن بالتسويق (AMM)
وقبل الشروع في الاختبارات السريرية بإشراف دولي , يجب أولا النجاح في مرحلة الإختبارات ما قبل السريرية التي تجرى على نوعين من التدييات تحت إشراف المؤتمر الدولي للتنسيق مع فارق أن الإنتاجات البيوطبية تخضع لمقتضيات مرسوم 20 يناير 1986 للتطبيق الجيد للمختبرات كما تم تعديله و تتميمه.
- كيف تنظرون إلى اللاهان المغربي على اللقاحات الصينية؟
سبق و تطرقت للإشراف المولوي قصد الحصول على اللقاح والإستجابة لهذا الظرف الصحي الإسعجالي وهنا لابد من الاشادة والامتنان للفكر الاستباقي وهذا الاستشراف المولوي كذلك.
لكن قبل الخوض في حتمية هذا الاستشراف ومرتكزاته، لابد من التطرق الى امر في غاية الاهمية، ألا وهو التعاقد من الباطن (sous traitance) مع المختبرات الصينية ، أمر من شأنه ان يخلق دينامية اقتصادية تخفف دون أدنى شك من التبعات الاقتصادية للجائحة وبذلك ستتوفر للمغرب فرصة مهمة لمواجهة العجز الاقتصادي المرتقب خلال السنوات القادمة وباستحضار الظرف الاستعجالي للجائحة فالمختبرات الصينية تبقى الاوفر حظا لكونها أول من توفر لديه قاعدة بيانات التسجيل، فالصين انصهرت في التحضير لاستراتيجيات صناعة اللقاح قبل أن يغادر الفيروس حدودها، ويكفي فقط التذكير بأن الصين حددت هوية السارس كوف 2 يوم 7 يناير 2020 ومستشفى جين يين طان بيوهان قدم لمنظمة الصحة العالمية يوم 23 يناير 434 تسجيل لإختبارات سريرية في حين أن الفيروس لم يغادر حدود الصين إلا يوم 3 يناير حيث سجلت أول حالة إصابة بتيلاند في حين أم منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن الجائحة بشكل رسمي إلا يوم 3 مارس 2020.
وهذا يوضح بشكل جلي لا غبار عليه أن المختبرات الصينية هي الأوفر حظا للحظوة بهذا السباق العلمي في ظل تفوقها البيوطبي والبيوتكنولوجي.
- ما تعليقكم دكتور على بعض الآراء التي تشكك في اللقاح وعملية التلقيح؟
بقدر ما اسجل بفخري واعتزازي بالاستعداد المغربي لعملية التلقيح الجماعي الذي اعلنته الاستراتيجية الوطنية والتي يبقى نجاحها رهين تظافر الجهود البيوزارية والبينقطاعية من التحضير لتدابير تنظيمية و لوجيستيكية، بقدر ما اسجل شجبي وإدانتي لاستباحة العلوم و الصحة العامة لغايات سياسوية شعبوية
سبق و اشرت الى ان معامل العدوى الخاص بهذه الجائحة يصل الى 3,28 وهنا وجب تاتذكير الى كون الانفلونزا الاسبانية وكذلك السراس كوف لسنة 2003.كان معامل عدواهما لا يتجاوز 2,5 فقط ومع ذلك كان لا بد من تطعيم او تلقيح 70 % من الساكنة للقضاء على الوباء في المقابل فجائحة 2019 يلزمها تلقيح جماعي يتعدى 90% من الساكنة حتى نصل للغاية المرجوة
7– كلمة أخيرة دكتور:
متمنياتي بالسداد والتوفيق لكل المختبرات المتنافسة حول هذا العمل الانساني، وكذلك بالتوفيق و النجاح للإستراتيجية الوطنية للتلقيح الجماعي.