في خطوة لافتة نحو تطوير منظومة النقل الحضري بجهة الرباط-سلا-تمارة، انطلقت مؤخرًا الإجراءات الفعلية لإنشاء أربعة خطوط جديدة لحافلات النقل ذات الخدمة العالية (BHNS)، وذلك على طول يقارب 48 كيلومترًا، في مشروع يتقاطع مع التوجهات الكبرى لتمديد شبكة الترامواي، ويستند إلى دراسة تقنية سابقة.
الخطوة التي تندرج ضمن رؤية شمولية لتحديث النقل العمومي، تشمل أيضًا إحداث أقطاب للتبادل ومركزين للصيانة، لتوفير بيئة لوجستية متكاملة تضمن استمرارية وجودة الخدمة.
وقد أعلنت شركة “الرباط الجهة للتنقل” عن إطلاق صفقة عمومية بقيمة 53 مليون درهم لتفعيل هذا المشروع الطموح، مما يعكس جدية في التنفيذ وسعيًا لتدارك الفجوات التي يعرفها النقل الحضري في عدد من المحاور الحيوية بالعاصمة وضواحيها.
من أبرز مكونات المشروع، الخط رقم 1، الذي يمتد على مسافة 9 كيلومترات، سيربط بين محطة الترامواي بالعُرفان في الرباط ومدينة تمارة، مرورًا بأحياء استراتيجية مثل حي الرياض وكيش الأوداية، ثم أولاد مطاع.
وسيسلك الخط محاور مهمة مثل شارع علال الفاسي، وعبد الكريم الخطيب، وعبد الرحيم بوعبيد في الرباط، وشارع الأوداية، ومحمد الحياني، ومحمد الخامس في تمارة.
أما نقطة النهاية من جهة تمارة، فستكون عند تقاطع شارع علال بن عبد الله، في موقع يسمح بالربط مع أحياء سكنية كثيفة ومرافق عمومية حساسة.
ويمثل هذا الخط قيمة مضافة حقيقية، إذ سيمكن من ربط مركز حي الرياض الإداري والطبي، حيث تتواجد مستشفيات كبرى كمستشفى الشيخ زايد ومولاي عبد الله والمستشفى العسكري محمد الخامس، مع المنطقة الجامعية بالعُرفان والنسيج الحضري لتمارة، وهو ما يعزز فرص التنقل السلس للطلبة والمهنيين وساكنة الجهة ككل.
نقلة الرباط – سلا – تمارة تستعد لإطلاق شبكة نقل حضري جديدة: أربعة خطوط BHNS لتعزيز الربط بين المدن.
يعوّل على هذا المشروع لإحداث نقلة نوعية في تنقل المواطنين، خاصة في ظل الضغط الكبير الذي تعرفه المحاور الطرقية بين تمارة والرباط، وفي ظل غياب بدائل نقل جماعي مريحة وسريعة.
ويبقى نجاح هذه المبادرة رهينًا بسرعة الإنجاز وفعالية التدبير، خصوصًا أن التوسع العمراني المطرد في الجهة يستدعي حلولًا مبتكرة ومستدامة، لا تكتفي فقط بربط النقاط على الخريطة، بل ببناء جسور عملية بين الحياة اليومية وحق المواطن في التنقل الكريم.