تحوّلت لحظات الاستجمام على شاطئ “جوهرة”، غير بعيد عن مدينة الصخيرات، مساء الثلاثاء، إلى مشهد حزين خيّم على كل من كان هناك، بعدما ابتلعت أمواج البحر العاتية شابين في مقتبل العمر، كانا يسبحان في مياه اعتقدا أنها آمنة، قبل أن تنقلب عليهما فجأة بلا سابق إنذار.
الحادثة، التي وقعت في وقت كانت فيه حرارة الجو تدفع العشرات نحو البحر بحثًا عن بعض البرودة، تحوّلت في لحظات إلى فاجعة صادمة بعد أن دوّت صرخات الاستغاثة، دون أن تجد من ينقذ الشابين من براثن التيارات العنيفة التي تشتهر بها هذه المنطقة الساحلية.
وحسب شهود عيان، فإن الأمواج باغتت الشابين وسحبتهما بسرعة نحو العمق، وسط ذهول المصطافين الذين حاول بعضهم التدخل دون جدوى، بفعل خطورة الظروف البحرية.
في دقائق معدودة، استُنفرت مصالح الوقاية المدنية التي هرعت إلى المكان فور تلقيها البلاغ، لتباشر عمليات البحث والتمشيط، وسط صعوبات جمّة فرضتها طبيعة الشاطئ المعروفة بأمواجه المتقلبة وتياراته القوية.
ورغم المجهودات المكثفة، فإن انتشال جثتي الضحيتين استغرق وقتًا طويلًا، في مشهد مؤلم كان كافيًا ليخلف حالة من الذهول والحزن بين الحاضرين، فيما ارتفعت الأصوات المطالبة بتعزيز وسائل الإنقاذ والإرشاد بشواطئ الإقليم، خصوصًا مع اقتراب موسم الصيف.
حادثة ليست الأولى
الحادث يعيد إلى الواجهة مسألة السلامة بشواطئ غير المراقبة، حيث يتكرر السيناريو المؤلم سنويًا، في ظل غياب واضح لعلامات التحذير وفرق الإنقاذ الدائمة، ما يجعل من السباحة في بعض المناطق مخاطرة حقيقية، خصوصًا بالنسبة للشباب الذين غالبًا ما يغامرون دون إدراك لخطورة التيارات البحرية.
وبينما خيّمت مشاعر الحزن والأسى على عائلات الضحيتين وعموم سكان المنطقة، تعالت الدعوات من جديد للسلطات بضرورة تعزيز التوعية والمراقبة، لضمان ألا يتحول البحر من مصدر للراحة إلى فاجعة جديدة تُضاف إلى سجل المآسي المتكررة.