تشهد كواليس الكرة السعودية هذه الأيام حراكًا استثنائيًا خلف الأضواء، بعد أن دخلت السلطات الكروية، وتحديدًا صندوق الاستثمارات العامة، في مفاوضات توصف بـ”الصعبة” مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في محاولة لإقناعه بتمديد تجربته في دوري روشن لموسم إضافي على الأقل.
المصدر الذي تحدّث إلى وكالة فرانس برس من داخل الصندوق السعودي المالك للأندية الأربعة الكبرى (الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي)، لم يُخفِ التوتر الذي يطبع هذه المحادثات، معتبرًا أن “الرهان كبير، وأن خيار الرحيل مطروح بجدية على طاولة النجم البرتغالي”.
ورغم أن الحديث يدور حول احتمال انتقال رونالدو إلى الهلال أو الأهلي، وهما فريقان مرشحان لتمثيل المملكة في كأس العالم للأندية، إلا أن ما زاد من غموض الموقف هو المنشور الذي تقاسمه “الدون” مع متابعيه بعد انتهاء آخر جولة في الدوري، حين كتب:
“انتهى هذا الفصل. القصة؟ ما زالت تُكتب. أنا ممتن للجميع.”
كلمات قصيرة، لكنها كانت كافية لإشعال التكهنات حول قرب نهاية مغامرته مع النصر، الذي انضم إليه في صفقة تاريخية سنة 2022 قُدّرت بأكثر من 200 مليون يورو، جعلت منه أوّل نجم عالمي يدشّن عهد “الاحتراف الكبير” في الدوري السعودي.
في نظر القائمين على المشروع الكروي السعودي، لا يمثّل رونالدو مجرد لاعب هدّاف، بل رمزًا لتحوّل استراتيجي في موقع الكرة السعودية على الساحة الدولية، وقد لعب دوره بامتياز: رفع نسب المشاهدة، جذب جماهير جديدة، وفتح الأبواب أمام أسماء عالمية لاحقة.
من هنا، فإن رحيله – إن تأكد – لن يكون مجرد انتقال عادي، بل فراغًا كبيرًا في الحملة السعودية الرامية إلى جعل دوريها بين الأقوى عالميًا.
وبينما تستعد الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية لفترة انتقالات قصيرة من 1 إلى 10 يونيو، يبقى مستقبل كريستيانو معلقًا بين بريق مشروع رياضي ضخم في المملكة، وبين رغبة محتملة في إنهاء مسيرته في نادٍ أوروبي أو أميركي.
الأسابيع القادمة وحدها ستحسم إن كانت الصفحة الأخيرة في كتاب رونالدو السعودي قد كُتبت بالفعل، أم أن هناك فصلاً جديدًا في الانتظار.