تستعد الرباط لحدث دبلوماسي بارز، مع تداول أنباء من مصادر إعلامية إسبانية عن زيارة مرتقبة للملك فيليبي السادس إلى المغرب، في خطوة تُعدّ بمثابة تتويج لمسار التقارب المتنامي بين العاصمتين منذ عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية قبل عامين.
ورغم عدم صدور إعلان رسمي عن تاريخ الزيارة، إلا أن المؤشرات القادمة من مدريد تؤكد أن الزيارة وُضعت على أجندة القصر الملكي الإسباني، في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وتحمل هذه الزيارة المنتظرة دلالات سياسية قوية، لا سيما أنها تأتي بعد تثبيت الموقف الإسباني الجديد إزاء قضية الصحراء المغربية، حين عبرت مدريد، على لسان رئيس حكومتها بيدرو سانشيز، عن دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل جدي وواقعي للنزاع المفتعل.
الزيارة المرتقبة ستكون الثالثة من نوعها للملك فيليبي السادس منذ اعتلائه العرش عام 2014، لكنها تختلف من حيث السياق والرمزية؛ إذ تتزامن مع تحضيرات كبيرة يشهدها البلدان، رفقة البرتغال، لتنظيم مونديال 2030، ما يجعل من التعاون الثلاثي ملفاً استراتيجياً يحظى بالأولوية.
كما يُرتقب أن تفتح هذه الزيارة الباب أمام ضخّ دينامية جديدة في العلاقات الثنائية، سواء على مستوى الاستثمارات، أو التنسيق الأمني، أو ملفات الهجرة والتعاون الثقافي، وهي مجالات تعرف زخماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالرغبة المشتركة في تجاوز التوترات السابقة ووضع أسس شراكة ناضجة ومستقرة.
وبينما تتهيأ الرباط لاستقبال العاهل الإسباني، تسود أوساط المراقبين حالة ترقب بشأن ما ستسفر عنه هذه المحطة الجديدة من تفاهمات، خاصة في ظل الظرفية الإقليمية المتقلبة التي تضع على طاولة البلدين تحديات مشتركة، تتطلب أقصى درجات التنسيق والحكمة.