شكل موضوع “الرحلة السلطانية لمدينة طنجة: بين التحديات الدولية والرهانات الوطنية” محور ندوة فكرية نظمتها، اليوم الإثنين، بالرباط، النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط.
ويأتي تنظيم هذه الندوة التي عرفت مشاركة عدة أساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين، تخليدا للذكرى 76 لرحلة الوحدة التاريخية التي قام بها بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة طنجة في 9 أبريل 1947، والذكرى 67 لحلول جلالته بمدينة تطوان يوم 9 أبريل 1958.
وشدد المشاركون خلال هذه الندوة الفكرية على أن الزيارة السلطانية لمدينة طنجة كانت زيارة تاريخية بأبعاد دينية ودولية كبيرة، معتبرون أنها محطة من المحطات الحاسمة في نيل المغرب لإستقلاله وأنها بمتابة تأكيد سلطاني على عدم التنازل عن المطالب المضمنة في وثيقة الاستقلال.
كما أجمعوا على أن هذه الزيارة كانت زيارة وحدوية وحدت من جهة كفاحات الحركة الوطنية بقيادة السلطان محمد الخامس سواء بالمنطقة الخليفية أو السلطانية أو الدولية، مشددون على أن هذه الزيارة السلطانية كانت بمثابة تأكيد على أن المطالبة بالاستقلال تشمل مجموع التراب الوطني من شماله إلى جنوبه.
وبهذه المناسبة، قال مدير الدراسات التاريخية بالمندوبية السامية لقدماء المحاربين وجيش التحرير حميدة المعروفي، أن هذا النشاط يتعلق بزيارة المغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة، وما حملته من أبعاد متعددة، مؤكدا أن هذا اللقاء العلمي جاء لتسليط الضوء على هذه الحيثيات والملابسات، من أجل استخلاص الدروس والعبر وإيصالها للأجيال القادمة .
كما أكد المعروفي أن هذه الزيارة جاءت بعد سياقات متعددة، حرب العالمية الثانية والانزال الأمريكي 1942 ومؤتمر أنفا 1943 وتتويج جلالة المغفور له محمد الخامس كرفيق للتحرير، معتبرا أن تقديم وثيقة الاستقلال في ذلك الحين كانت مطلب أساسي، خصوصا في ظل اعتبار المغرب من الحلفاء الذين ساهموا في تحرير أوروبا.
كما أبرز أن زيارة السلطان إلى مدينة طنجة كانت زيارة لتكريس الوحدة بين المنطقة السلطانية والخليفية والدولية، مشيرا إلى “محاولات سلطات الإقامة العامة إرباك زيارة السلطان لمدينة طنجة، لما لها من دلالات سياسية.
من جانبه، قال أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا محمد بنحمو، إن الزيارة السلطانية لمدينة طنجة كانت زيارة تاريخية بأبعاد دينية ودولية كبيرة، سيما وأن المدينة كانت تحت وصاية دولية، معتبرا أن هذه الزيارة شكلت توجها إلى دول العالم وبشكل صريح وواضح عن إرادة المغرب في الإستقلال.
كما أكد السيد بن حمو أن هذه الزيارة جاءت في ظرفية وطنية تميزت بتنامي مطالب الحركة الوطنية بالاستقلال وانتهاء الحماية، مشددا على أن فترة الزيارة تزامنت من الناحية الدولية مع تنامي حركات المطالبة بالاستقلال على مستوى الدولي.
وأشار بن حمو أن الزيارة جاءت في وقت عصيب دوليا ومرتبط وطنيا بنضالات الحركة الوطنية ضد سلطات الحماية، لذلك تبقى هذه الزيارة تاريخية.