طارق ضرار
فتح المغرب مجاله الجوي إيذانا باستقبال الرحلات الجوية، وإنطلاق رحلات الطيران من مطارات المغرب الى مطارات العالم، مع فرض تدابير جديدة وإجراءات صحية على مستوى المنافذ و المعابر الحدودية الجوية، لمنع تسلل متحورات و إصابات “أوميكرون” و “كورونا”، في خطوة متقدمة يعلن معها المغرب قطعه مع سياسة الإغلاق و الرجوع الى الوراء و التوجه نحو مرحلة جديدة من التعايش مع الفيروس، انتصارا للرؤية العلمية في مواجهة الفيروس عبر عمليات التلقيح و الإلتزام بالتدابير الصحية، وإلتزاما بإنعاش الإقتصاد الوطني و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقاولات تضررت من سياسة الإغلاق حتى أضحت بعضا من القطاعات قريبة من “التسول” للعيش، بعدما ضربت الجائحة أركانها بكل قوة و أسقطت أسهمها المالية جراء ارتباط نشاطها المقاولاتي و الصناعي و الخدماتي بالعالم…
اليوم المغرب يدخل مرحلة فتح الأجواء، وتسطير مخططات صحية على مستوى المطارات لضبط الحركة و مراقبة الحالات المصابة بالفيروس، في عمل تنهجه مختلف الدول حاليا، وإنهاء مرحلة ” الخوف” من الفيروس، بجعل الحركة التجارية و حركة المسافرين العنوان الأبرز في المرحلة القادمة، و العمل على جعل الأمور تسير بالشكل الطبيعي دعما للاقتصاد الوطني القائم على الحركة التجارية و المبادلات الدولية و السياحة، وتسخير مخططات صحية و أمنية تجعل من فتح الأجواء حركة متحكم فيها و منضبطة…
وبطبيعة الحال المرحلة اليوم تحتاج دعما حكوميا وتحركا قويا بعيدا عن البرامج و المخططات “الغامضة” و المنغلقة، وإخراج برامج ووعود حكومة أخنوش من الورق الى الفعل و التجسيد على أرض الواقع، إذ لا يعقل أن تخوض الدولة معركة فتح الأجواء و مواجهة الفيروس و المتحورات بكل التحديات، فيما تظل الحكومة تنهج سياستها في الصمت أمام رفع الأسعار و لهيب أسعار المحروقات، بما لا يخدم الطبقات المتوسطة و العمالية و يضعف القدرة الشرائية لفئات واسعة من المغاربة..
وإذا كانت حركة الأجواء إنطلقت لإحياء و إنعاش الإقتصاد الوطني، فالعملية لا تكتمل حتى تتحرك الحكومة بدورها في لجم حركة الأسعار المرتفعة، ووقف نزيف إفلاس المقاولات المتضررة من الجائحة، و خلق نوع من التوازن لدى المقاولات المتضررة ضمانا للمرور من التدهور المقاولاتي الى فترة التعافي حتى الوصول الى فترة الإنتعاش المالي و العملي، في شكل من أشكال المواكبة الحكومية ضمن قرارات جريئة تخدم الطبقات الفقيرة و المتوسطة، أقلها ضبط حركة الأسعار و الضرب على أيدي المتلاعبين في أسعار المواد الغذائية، ووقف “تغول” لوبي المحروقات وتحويله أسعار الوقود الى لعبة لـ “سباق الخيول”..
لا شك أن الحركية كطبيعة فزيائية تدخل ضمن منظومة متكاملة من العمليات جميعها تتجه الى نتيجة واحدة و موحدة، كما أن الحركية تأتي ضدا على الجمود و الحسابات الفارغة، وهنا يمكن للحكومة أن تعي هذه الحركية وهذه المعادلة الفزيائية، فعند فتح حركة الطيران و الأجواء لابد أن يصاحب الأمر قرارات إجتماعية تدخل ضمن منظومة متكاملة تهيئ الظروف من الداخل عبر دعم القدرات الشرائية لجعل فتح الأجواء مكمل لمنظومة مالية دائرية تعود بالنفع عى الجميع….