فجرت الصراعات الإنتخابية والتزكيات مجموعة من الأحزاب، ورفعت منسوب الجدال و الاستقالات في صفوف الأحزاب، حيث دخل حزب الاستقلال في حل فروعه بفاس في محاولات لمنع سيطرة تيار شباط على الحزب بالمنطقة، وارتفعت حدة الخلافات في “البيجيدي” فيما انتهت صراعات “البام” ببني ملال الى استقالات مجموعة من الاعضاء بالحزب والالتحاق بأحزاب أخرى، كما حصل نزيف بحزب أخنوش بجهة الدار البيضاء، باستقالات الشباب و المقاولين في صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار للالتحاق بالحركة الشعبية وجبهة القوى الديمقراطية.
وحل حزب الاستقلال جميع فروعه وتنظيماته بعمالة فاس، واعتماد إجراءات تنظيمية مؤقتة تشرف عليها اللجنة التنفيذية، لتدبير شؤون الحزب محليا، بما فيها الإشراف على كل المحطات المتعلقة بالانتخابات الجماعية والجهوية، والغرف المهنية، إلى غاية إعادة هيكلة التنظيمات المحلية والإقليمية وفق الضوابط القانونية والالتزام بمبادئ التنظيم وأهدافه ومقرراته.
وجاء هذا القرار، وفق بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، السبت، ” بعد الاستماع إلى تقرير مفصل عن الوضعية التنظيمية لفروع الحزب بفاس، وبعد الاطلاع على الإفادات والمعلومات المتوفرة حول ما آلت إليه شؤون الحزب مؤخرا بهذه المدينة من تقهقر على مستوى التنظيمات المحلية، وتوتر وصراع دائمين بين الأجهزة والقواعد، وبعد استنفاد العديد من المحاولات التي قامت بها قيادة الحزب منذ المؤتمر السابع عشر من أجل المصالحة ورأب الصدع، والتي لم تنجح بفعل تعنت الأطراف المعنية”.
وقرر نزار بركة، الأمين العام للحزب، حل جميع الفروع بفاس ووضع ترشيحات الاستقلال بالمنطقة بيد اللجنة التنفيذية، بعد أن أعلن حميد شباط، الأمين العام السابق للحزب، نيته الترشح باسم “الميزان” في الاستحقاقات المقبلة، إضافة إلى الصراعات التي تفجرت بين “الاستقلاليين” بعد عودته من الخارج
ورفع المصطفى الرميد، القيادي في حزب العدالة والتنمية ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، استقالته من “البيجيدي”، و وضعها على طاولة الأمانة العامة للحزب للحسم فيها، وقال الرميد، في رسالة إلى أعضاء العدالة والتنمية، “، إنه غاب عن حضور اجتماعات الأمانة العامة وكافة أنشطة الحزب طوال المرحلة السابقة، “لأسباب صحية ولأسباب أخرى لا حاجة لذكرها”، وأضاف القيادي في حزب العدالة والتنمية: “نظرا للاتصالات والتساؤلات التي أعقبت نشر خبر حول الموضوع ، فإني أؤكد أني قررت أن أتوجه إليكم جميعا بالتحايا والشكر على ثقتكم في أخيكم طوال السنين السابقة، مقدرا أهمية ما أنجزناه جميعا في خدمة المجتمع والدولة، وداعيا الله تعالى أن يوفقكم ويكلل مساعيكم في الإصلاح بكل سداد ونجاح”.
وكان الرميد تراجع عن استقالته من الحكومة مارس الماضي، وقال “جلالة الملك حفظه الله أبى إلا أن يتصل مساء يوم تقديم الاستقالة بكلمات أبوية تفوح بالحنان، وعبارات تشجيعية تتقاطر بندى المواساة”، مضيفا أنها ” كانت علاجا كافيا، وبلسما شافيا، وأضاف وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان” عبر جلالته عن تمسكه باستمرار وزير دولته في تحمل المسؤولية وأداء الأمانة”، مردفا “لم يكن أمامي إلا واجب الطاعة وسرعة الاستجابة”.