خرج البروفيسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية، لواجهة شائعات تضرب في نجاعة اللقاح الصيني، مؤكدا على ” فعالية ونجاعة اللقاح الصيني مشيرا إلى مقالات علمية نشرت في مجلات عالمية تطرقت بشكل إيجابي للقاح.
وأشار الإبراهيمي في حسابه على “الفيسبوك”، “نزولا عند رغبة بعض الأحبة و بطبيعة الحال “العلماء المحليين و الدوليين” الذين يبخسون الخبراء المغاربة، و الذين فاتهم الاطلاع على مراحل تطوير لقاح “سينوفارم”، أرفق هاته الأبحاث المنشورة عن اللقاح الصيني في مجلات علمية أمريكية عالمية و محكمة و التي لا يمكن أن يضرب فيها إلا “جاهل أو متأمر”.
وأوضح البروفيسور، أن “نتائج المرحلة القبل السريرية و التي تدحض و جود أي فيروس حي في اللقاح ، كما أن المراحل السريرية الأولى و الثانية و التي تثبت السلامة و النجاعة و فاعلية اللقاح على مئات الأشخاص”.
وكشفت دراسة طبّية أنجزتها مجلة “JAMA NETWORK” المحكمة حول تأثير لقاح “سينوفارم” الصيني على نتائج السّلامة والمناعة الإنسانية أن “اللقاح أثار استجابات قوية للأجسام المضادة، حيث أوضحت الدّراسة العلمية التي أشرفَ عليها أطباء وعلماء غربيون أن “اللقاح الصّيني أثبت قدرة كبيرة على التحمل، مع عدم وجود تأثيرات سلبية خطيرة مرتبطة به”، موردة أن “هناك قلقا آخر يتعلق بالفيروس، خاصةً مع وجود مادة الشبة التي يمكن أن تحفز الاستجابات المتحيزة للخلايا التائية المساعدة، وهو ما يصيب الجهاز التنفسي المعزز المرتبط باللقاح “.
وشددت الدراسة الطبية، على أن “معظم اللقاحات ضد COVID-19 قيد التطوير تستخدم مادة الشبة المساعدة”، مسجلة أن “اللقاح الصيني أفرز تغييرات ملحوظة في توزيع مجموعة فرعية من الخلايا الليمفاوية أو السيتوكينات المختلفة”، ووجدت دراسة أجريت على 56 مريضا تعافوا من السارس أن “الأجسام المضادة المعادلة تراجعت بسرعة بعد 16 شهرًا، واستمرت في الانخفاض أكثر إلى مستوى منخفض جدًا أو حتى أصبحت غير قابلة للكشف بعد 3 سنوات”.
وأفادت الدراسات الوبائية بأن عيار الأجسام المضادة المعادلة يختلف بشكل كبير في عينات مصل النقاهة، وقد يكون الأمر مرتبطا بعدة عوامل “على سبيل المثال، العمر والجنس وشدة المرض والأيام التي مرت منذ الإصابة”.
وتشير النتائج ذاتها إلى أن “اللقاح الصّيني قد يحفز بشكل فعال إنتاج الأجسام المضادة”، وأشارت في كلتا المرحلتين إلى أن “الفاصل الزمني الأطول “21 يومًا و28 يومًا” بين الحقن الأول والثاني أنتج استجابات أعلى للأجسام المضادة مقارنة بجدول زمني أقصر ” مجموعة مدتها 14 يومًا”.
و اختار آلاف الصينيين استعمال لقاح “كورونافاك”، الذي تنتجه شركة “سينوفاك”، حتى قبل انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
لجوء الصينيون إلى اللقاح، جاء إيمانا منهم بـ”التكنولوجيا الحيوية الصينية”، تقول وو ييلو، طالبة تبلغ من العمر 20 عاما، مضيفة: “عندما بلغ إلى علمي أن بلدتي تشجيانغ الشرقية (الصين) تقدم اللقاحات، توجهت إليها من بريطانيا حيث أدرس للاستفادة من اللقاح.. أنا لا أشعر بأنني فأر تجارب”.
وأوضحت قصاصة وكالة الأنباء الفرنسية أن الشابة وقعت على استمارة تعرفت فيها على المخاطر المحتملة، وقدمت وثائق تثبت أنها كانت مسافرة إلى الخارج، قبل تلقيحها، وتقول الشابة العشرينية، “لم تظهر عليه آثار جانبية لحد الساعة.. هذا يعني أنه إذا عرضت السلطات اللقاح للعموم، فهذا يعني أنه فعال وآمن”، واستطردت الطالبة، التي دفعت 58 أورو ” حوالي 640 درهم” مقابل جرعتين، “ربما يكون اللقاح محدود في الزمن، لكنه ليس خطيرا”.
ووصل لقاح “سينوفاك” إلى المرحلة السريرية الثالثة، بمشاركة آلاف المتطوعين عبر العالم، ومن بين الدول المشاركة هناك المغرب وتركيا وأندونيسيا والبرازيل، هذه الأخيرة التي أعلنت استكمالها للتجارب السريرية بعد حادث عرضي لا علاقة له باللقاح. ومن المنتظر أن ينشر تقرير مفصل عن نجاعة جرعاتها في نونبر الحالي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية قال يانتشونغ هوانغ، المتخصص في القضايا الصحية في الصين، إن “هذا النوع من اللقاح لا يثير الكثير من القلق بشأن الآثار الجانبية مثل باقي اللقاحات”.
ويعتبر لقاح “سينوفاك” من النوع اللقاحات “المعطل” او “الوهن”، فهو لا يحتوي على الفيروس الحي، بل يحتوي على نسخة وهنة من الفيروس، كافية لتعزيز مناعة الإنسان.
وتم في الصين تلقيح مئات الآلاف من الأشخاص بجرعات من مختبرات “سينوفاك” و”سينوفارم”، واستفاد من العملية الأطقم الطبية وكبار السن والراغبين في السفر إلى الخارج، والحالات العاجلة.