يتجه المغرب الى تخصيص 30 مليار لجلب اللقاحات من شركة “سينوفارم” الصينية و مختبرات “أسترازينيكا” البريطانية، حيث تبلغ القيمة المالية للقاح الصيني 140 دولارا، أي ما يعادل 1259 درهما، وسيتم إعطاؤه على جرعتين، وسيكلف الدولة ما يناهز 12 مليارا و590 مليون درهم، وباحتساب جرعتين لكل مواطن ستكون التكلفة أكثر من 25 مليارا، فيما اللقاح البريطاني لن يتجاوز 4 دولارات أي 35 درهما، بعد أن طلب المغرب 17 مليون جرعة ، تحدد التكلفة في 5 مليارات و950 مليونا.
من جهة أخرى أفاد رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، بأن مؤشر توالد الحالات لفيروس ” كوفيد 19 ” سجل تحسنا متواصلا، حيث استقر عند 80، 0 يوم أمس الاثنين، وقال مزيان بلفقيه، في معرض تقديمه بالرباط للحصيلة نصف الشهرية المرتبطة بالوضعية الوبائية، إن عدد الحالات الإيجابية المسجلة عرفت انخفاضا متواصلا للأسبوع الـ11 حيث قدرت نسبة هذا التراجع العام الوطني بناقص 26.4 بالمائة.
و قال الدكتور مولاي سعيد عفيف ، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية (SMSM) ، إن تحسن مؤشرات الوضع الوبائي في المغرب ، يوفر ظروف السير الجيد للحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) في أوساط العاملين في المجال الصحي.
وأوضح الطبيب ، أن التطور الإيجابي للمؤشرات في المغرب ” يسمح بتلقيح العاملين في مجال الصحة، بشكل هادئ، مع عدم الشعور بالارتباك من جراء ارتفاع أعداد الإصابات،كما حدث، على سبيل المقال لا الحصر، في انجلترا “.
وكمثال على ذلك ، ساق حالة الأطباء الخاصين، والصيادلة وجراحي الأسنان في الدار البيضاء، حيث تم تلقيح أكثر من 3300 منهم في ظرف ثلاثة أيام ، وهو ما يمثل 60 بالمائة من طاقم الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان ، البالغة أعمارهم فوق الأربعين ، وذلك حسب الأرقام التي وفرها المجلس الجهوي لهيئة الأطباء .
وقال عفيف ، وهو أيضا رئيس شبكة ( Infovac Maroc ) ، في هذا السياق ” إنه بفضل احترام المواطنين لتدابير الحماية، والقرارات المتخذة من قبل السلطات المعنية ، فإن عدد حالات الإصابة انساب نحو الانحدار”.
والأهم من ذلك ، كما قال ، هو أنه بالرغم من وجود انخفاض في اختبارات الكشف ( PCR ) التي يتم إجراؤها، فقد انخفض معدل الحالات الإيجابية من 25 إلى 10 بالمائة ، ومؤخرا بلغت هذه النسبة 6 بالمائة، كما انخفض عدد الحالات المتواجدة في أقسام العناية المركزة بشكل ملحوظ، حيث انتقل من أكثر من 1100 إلى اقل من 700 حالة ، علاوة على انخفاض عدد الوفيات “.
وفيما يتعلق بالآثار الجانبية للقاحات ، أشار السيد عفيف إلى أنه في معظم الحالات يكون الألم على مستوى مكان الحقن مصحوبا ب ” رجفة خفيفة” ، وهو ما يتطلب فقط تناول أقراص الباراسيتامول ، مشيرا إلى أن هذه الآثار ” تختفي بشكل عام في اليوم التالي لإجراء عملية الحقن “.
وفي سياق متصل قال ” إن بلدنا اتخذ خيارا حكيما باختيارع لقاحين أكدا نجاعتهما ، ويمكن تخزينهما في درجات حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات ، مما يسهل الخدمات اللوجستيكية. ولهذا السبب تحديدا لدينا 3047 نقطة ثابتة خاصة بعملية التلقيح ، وما يقرب من10 آلاف نقطة لقاح متنقلة “. وتابع أن الفرق المتنقلة ستشرع في العمل على مستوى المناطق النائية ، وسيتم تلقيح المغاربة من طنجة إلى الكويرة دون أي مشكلة ، فالمغرب كما قال ، ” راكم خبرة كبيرة في هذا المجال ، فقبل سنوات تمكنا تلقيح 11 مليون شخص في غضون شهرين”.
وقال أيضا ” نود كعاملين في المجال الصحي ، أن نتقدم بالشكر ، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي أعطى انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد -19، حيث تلقى جلالته الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد 19 يوم الخميس الماضي ، الأمر الذي أعطى بعدا كبيرا لهذه الحملة”.
وإجمالا خلص إلى أنه تم تلقيح أزيد من 200 ألف شخص في ظرف ثلاثة أيام ، وهو رقم مهم جدا، في ضوء ما حصل في دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وغيرها “.