كشف اللقاء الأمني الرفيع المستوى، بين عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية و جيرالد دارمانان وزير الداخلية الفرنسي، عن عزم البلدان تقوية الشراكة الأمنية والتعاون الإستخباراتي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتطوير التعاون لمحاربة مافيات المخدرات ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التأطير الديني على مستوى إرسال الأئمة والمرشدين إلى فرنسا.
واشارت وزارة الداخلية، على أن ” المغرب وفرنسا عازمان على تعزيز تعاونهما الأمني، ولا سيما عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات وتوطيد الإطار القانوني المنظم لتعاونهما في هذا المجال، حيث أوضحت وزارة الداخلية، أن الوزير عبد الوافي لفتيت، مرفوقا بالوزير المنتدب نور الدين بوطيب، استعرض مع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، خلال لقائهما بالرباط، الجوانب المتعلقة بالتعاون بين وزارتي الداخلية لكلا البلدين، ولا سيما ما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات والإرهاب، وأعربا عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية.
وأكد المسؤولين الأمنيين، على ارتياحهما للجهود المبذولة، كما أبديا عزمهما على تعزيز التعاون الأمني، بسبل منها على الخصوص تبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات وتوطيد الإطار القانوني المنظم لتعاونهما في هذا المجال ، و أعرب الوزيران عن إرادتهما العمل بشكل وثيق بهدف تقوية التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا، سواء على المستوى الثنائي أو على الصعيدين الإقليمي ومتعدد الأطراف، حيث شكر المسؤول الفرنسي المملكة المغربية على جهودها المبذولة في مكافحة التهريب الدولي للمخدرات، مشيرا إلى أن فرنسا ترغب أيضا في حماية المغرب من مختلف أنواع التهريب من أوروبا إلى المملكة، وقال الوزير الفرنسي ” عملنا على عدة مواضيع تهم الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب “، مشيرا عقب لقائه لفتيت إلى أن ثمة مباحثات بشأن عقد اتفاق حول مكافحة تهريب المخدرات بين البلدين.
من جهة أخرى أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية، الجمعة أنها تمكنت من تفكيك خلية إرهابية بتعاون مع المغرب ، وقالت الشرطة الوطنية الإسبانية في بيان لها إن عناصر الأمن ألقت القبض على شخصين بكل من مدينة مليلية المحتلة وبمدينة موغان ” لاس بالماس دي غران كناريا ” ” يشتبه في انتمائهما لمنظمة إرهابية للتجنيد والتلقين لأغراض إرهابية ” .
وأوضح نفس المصدر أن هذه العملية تم تنفيذها بفضل تعاون المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية والشرطة الجنائية الأوربية ( الأوروبول ) وذلك في إطار التزام الشرطة الإسبانية بمحاربة التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب الجهادي ، وأضاف أن التحقيقات حول هذه القضية كانت قد انطلقت عندما اكتشف خبراء في مكافحة الإرهاب وجود بنية وهيكلة إرهابية لها امتدادات في دول مختلفة مشيرا إلى أن هذه الخلية ” كانت مرتبطة أيديولوجيا بالمنظمة الإرهابية ( القاعدة ) التي يظل هدفها النهائي هو فرض وإقامة الخلافة الإسلامية من خلال الجهاد والإرهاب ” .
وكشفت التحقيقات أن الشخصين المعتقلين ارتبطا بهذا التنظيم الإرهابي في إطار نفس استراتيجية العمل والتزما بالقواعد الداخلية المفروضة في هذا الإطار ، وحسب بيان الشرطة الوطنية الإسبانية فإن هذه الخلية التي تم تفكيكها كانت تهتم باستقطاب وتجنيد النساء من فئات هشة ومعوزة واللواتي لا يفقهن كثيرا في الأمور الدينية ما يسهل التلاعب والتأثير عليهن ، وأشار إلى أن عمليات التفتيش التي تم القيام بها في منزلي الشخصين المعتقلين مكنت من حجز العديد من الأجهزة الإلكترونية والهواتف والوثائق والتي تقوم الجهات المختصة بتحليلها وفحصها ودراستها .