تسارعت الأحداث في الآونة الأخيرة، وتميزت بقرار مغربي شكل صدمة للكثير من المتتبعين، يتعلق بإعادة العلاقات مع إسرائيل، في الشكل يظهر أن هناك انقلابا في المواقف لكن في الجوهر لا. وزير الخارجية ناصر بوريطة، باعتباره المخول تصريف الموقف المغربي الرسمي، قال اليوم في مجلس الحكومة، إن إعادة تفعيل الآليات التي يتوفر عليها المغرب من أجل دعم القضية الفلسطينية والتي أثبتت نجاعتها سابقا، سيمكن المملكة من لعب دورها كاملا في إقرار سلام دائم وعادل بمنطقة الشرق الأوسط.
شكل الموقف هو إعادة العلاقة مع إسرائيل وجوهره هو امتلاك الأدوات من أجل المساهمة القوية في إحلال السلام بالشرق الأوسط، ولهذا فإن جلالة الملك وخلال مكالمته الهاتفية مع ترامب ذكّر “بالإطار العام للموقف الثابت والراسخ للمملكة والذي يستمد جذوره من الروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي، بما فيها تلك المتواجدة في إسرائيل، بشخص صاحب الجلالة أمير المؤمنين نصره الله”.
كل هذه العناصر دفعت المملكة المغربية إلى إعادة تفعيل الآليات التي تتوفر عليها من أجل دعم القضية الفلسطينية والتي أثبتت نجاعتها سابقا وهو ما سيمكن المملكة من لعب دورها كاملا في إقرار سلام دائم وعادل بمنطقة الشرق الأوسط.
إذن لابد هنا التمييز بين عنصرين أساسيين في العملية، هو أن إعادة العلاقات مع إسرائيل يتضمن قضية تاريخية تتميز بوجود روابط بين اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل وجلالة الملك أمير المؤمنين، والثانية هو التوفر على الآليات التي تمكن المغرب من لعب دوره الكامل في سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.