ارتفعت نسبة المائوية لبلوغ المناعة الجماعية ضد “كورونا”، بعد تسلل المتحورات الى المغرب، وانتشار متحور “دلتا” السريع العدوى، حيث وصلت النسبة اليوم المزمع تحقيقها الى 80 في المائة من التلقيح للوصول الى المناعة الجماعية، بعدما كان الرهان في السابق هو تطعيم 70 في المائة من الساكنة للبلوغ المناعة الجماعية والعودة إلى الحياة الطبيعية، تتجه رقعة التلقيح في المغرب نحو مزيد من الاتساع، حيث أن “الرهان اليوم هو تطعيم 80 في المائة من الساكنة”، وهو ما يفرض تغيرا على مستوى البروتوكول الصحي المعمول به.
ووصلت الجرعات الأولى للتلقيح الى 20 مليون بمنا يحقق المناعة الجماعية، فيما تبقى الجرعات الثانية في حدود 16 مليون بما يحقق مستوى مناعية جماعية تصل الى 54 بالمائة، بعد نجاح المغرب في تلقيح 700 ألف تلميذ.
من جهتها أفادت الجمعية الوطنية لعلم الأوبئة الميداني أن المغرب يفتقر إلى ما لا يقل عن 182 اختصاصيًا في علم الأوبئة موزعين على جميع جهات وعمالات وأقاليم المملكة، ودعت الجمعية في رسالة لها بمناسبة اليوم العالمي الأول للوبائيات الميدانية إلى استثمار أكبر ودائم في التكوين الأساسي والتدريب المستمر في هذا التخصص، نظرا للدور الحيوي لمتخصصي الوبائيات الميدانية في حماية صحة السكان، وفي تعزيز الأمن الصحي العالمي.
وأشارت الجمعية إلى أن السنتين الأخيرتين أبانت عن رؤية غير مسبوقة لعمل خبراء الأوبئة الميداني من خلال التصدي العالمي المستمر ضد SARS-CoV-2 ، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتسليط الضوء على أهمية هذا التخصص في تعزيز النظم الصحية في جميع أنحاء العالم، للرصد المبكر والاستجابة السريعة للأوبئة على وجه الخصوص، وحالات الطوارئ الصحية العامة الأخرى بشكل عام.
ونبهت إلى أن جائحة كورونا أبانت أن الأمراض المعدية لا تعرف حدودًا، فقد أصبح العالم مترابطًا بشكل متزايد، وارتفعت حركية السكان أكثر من أي وقت مضى، مما يجعل بؤرة وبائية في منطقة جغرافية واحدة من كوكبنا تهديدًا للصحة العالمية بأكملها، وهو ما يبرز الدور الكبير لعلم الأوبئة.
وأبرزت الجمعية أن اختصاصيي علم الأوبئة استطاعوا الشروع مبكرا في الأبحاث المتعلقة بكل جوانب المرض، الفيروسي والسريري والوبائي وهو ما شكل مصدر التقدم العلمي السريع في تطوير العلاجات الوقائية والاستشفائية، وهو نفس الأمر بالمغرب، حيث أبان متخصصو الأوبئة على الرغم من ندرتهم، عن وطنية عالية وكفاءة كبيرة في الميدان، وكانوا ولايزالون مستمرين في خدمة البلد.
و أظهرت دراسات طبية أمريكية أن الأشخاص غير الملقحين ضد فيروس كورونا المستجد، أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة به بمقدار 11 مرة مقارنة بمن تلقوا اللقاح، مشيرة الى أن جميع اللقاحات أظهرت حصانة جيدة ضد الأعراض الشديدة للوباء رغم قدرة المتحور “دلتا” على إضعافها.
وأفادت إحدى ثلاث دراسات نشرتها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم بشكل كامل في فصلي الربيع والصيف كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى بواقع 10 مرات كما كانوا عرضة للوفاة بواقع 11 مرة أكثر من أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وأفادت دراسة ثانية بأن اللقاحات الثلاث التي تم التطعيم بها كانت فعالة بنسبة 86 في المئة في منع دخول المستشفى جراء الإصابة بالفيروس فيما خلصت الدراسة الثالثة إلى أن فعالية اللقاحات “ضعفت بعض الشيء عندما أصبح المتحور دلتا هو السائد خاصة بين الأشخاص الذين بلغوا 65 عاما فما فوق لكن الحماية من المرض الشديد والوفاة ظلت قوية وإن كانت أقل في تلك المجموعة”.
وفي إشارة إلى فعالية جميع اللقاحات ضد الأمراض الشديدة والوفاة، واصل مسؤولو الصحة العامة في الإدارة الأمريكية حث الناس على الحصول على أي لقاح متاح بدلا من تأخير التلقيح.
وقالت مديرة المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها وعضو فريق عمل البيت الأبيض المكلف بتنسيق جهود التصدي للجائحة روشيل والينسكي خلال تصريح صحافي، إن “لدينا الأدوات العلمية لتجاوز هذه الجائحة والتطعيم ناجع وسيحمينا من المضاعفات الشديدة للفيروس”.