طالبت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، يوم الثلاثاء 24 يونيو الجاري، بتشديد العقوبة في حق الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، وذلك بعد إدانته ابتدائيا بالسجن خمس سنوات بتهمة “المساس بوحدة الوطن”، على خلفية تصريحات أدلى بها لوسيلة إعلام فرنسية.
وخلال الجلسة التي انعقدت بالعاصمة الجزائرية، التمس ممثل النيابة رفع العقوبة إلى عشر سنوات سجنا نافذا، مرفوقة بغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
بوعلام صنصال، البالغ من العمر 80 سنة، والمصاب بالسرطان، كان قد أدلى بتصريحات لإعلام فرنسي محسوب على اليمين المتطرف، تبنى فيها أطروحة مغربية تعتبر أن جزءا من الأراضي المغربية تم اقتطاعه إبان الاستعمار الفرنسي وضمه إلى الجزائر، وهو ما أثار غضب السلطات الجزائرية، التي اعتبرت تصريحاته “تهديدا للوحدة الترابية”.
وتجدر الإشارة إلى أن جلسة المحاكمة كانت مبرمجة في البداية يوم 20 ماي المنصرم، قبل أن تؤجل إلى 24 يونيو بطلب من المتهم، بدعوى حاجته إلى الوقت لاختيار هيئة دفاع. غير أنه حضر جلسة الاستئناف دون محام، وهو ما طرح تساؤلات حول ظروف المحاكمة ومآلها.
وينتظر أن تنطق المحكمة بحكمها النهائي في فاتح يوليوز المقبل، وسط تفاعل واسع من قبل الأوساط الحقوقية والإعلامية، بالنظر إلى الخلفية السياسية للملف والوضع الصحي الحرج للمتهم.
وتعيد هذه القضية إلى الواجهة إشكالية حرية التعبير في الجزائر، وحدود النقاش حول قضايا التاريخ والحدود، في ظل توترات إقليمية قائمة، لاسيما ما يرتبط بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.