تتفاوت مستويات هدر الغذاء بشكل كبير حسب نوع الغذاء ومراحل سلسلة القيمة الغذائية. في هذا الحوار نلج دواليب قطاع الصناعة الغذائية رفقة الباحثة سامية صيارح المتخصصة في الابتكار في هذا المجال للوقوف على مصادر هذا الهدر والتدابير المقترحة للحد من مختلف أشكاله.
1- ما الفرق بين فقد الأغذية وهدرها؟
تميز منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بين فقد المواد الغذائية وهدرها، موضحة أن فقد الغذاء يتم في مرحلة الإنتاج الفلاحي والمراحل التي تلي جني المحصول والمعالجة الصناعية والأنشطة المرتبطة بنقل المنتوجات، بينما يقع الهدر الغذائي خلال المراحل النهائية (التوزيع، البيع، الاستهلاك النهائي). وينتج فقد الغذاء أساسا جراء محدودية الوسائل اللوجستية وضعف البنيات التحتية، فيما يعزى هدر الغذاء الى أسباب مرتبطة بالسلوكيات.
2- ما مصدر هدر الغذاء في قطاع الصناعة الغذائية؟
يتم تسجيل هدر الغذاء من الإنتاج الفلاحي الأولي إلى مرحلة الاستهلاك النهائي للأسر. وتعد كافة قطاعات الأغذية الزراعية معنية ،خلال مراحل إنتاج مختلفة، مما يؤدي إلى تردي جودة وكمية المواد الغذائية.
في القارة الإفريقية ،على سبيل المثال ، يفقد قطاع الحبوب في المتوسط ما بين 10 و 20 في المائة من حجم الإنتاج ، 25 في المائة من هذه الخسائر تقع أثناء عملية الحصاد ، و 35 في المائة أثناء المعالجة (النقل ، التجفيف ، والدرس والتذرية) ، و25 في المائة أثناء التخزين و 15 في المائة خلال التوزيع والبيع بالتجزئة.
وعلى مستوى الاستغلالية الفلاحية نلاحظ أثناء الجني أو بعده مباشرة تلفا للفاكهة أثناء الجني ، كما يتم ترك محاصيل في الحقول وأخرى يتم التخلص منها لأنها لا تفي بمعايير الجودة.
وبعد مغادرة المنتوج للمزرعة ليخضع للتلفيف والتخزين والنقل، تتحلل بعض المنتجات الصالحة للأكل بفعل الفطريات من قبيل الفراولة في حالة تعليب المربى، أو عن طريق أغذية تالفة بسبب سوء التخزين ، مثل الزيتون الذي تؤثر ظروف تخزينه على جودة الزيت الذي يتم استخلاصه بعد ذلك.
بالنسبة للمعالجة الصناعية ، لنأخذ على سبيل المثال عملية تصنيع معلبات الخضروات مثل الجلبان والتي تولد خسائر مختلفة أثناء تقشير الخضروات (القشور) وغسلها (فقدان الماء) ومعالجتها صناعيا (ضياع الطاقة). وتؤدي الأعطال المتكررة للآلات أيضا إلى إتلاف حجم كبير من الإنتاج.
3 – ما السبيل إلى تقليص الهدر في الصناعة الغذائية؟
الهدف من مكافحة الهدر ذو شقين: يتعلق الأمر بأولولية تقليل الخسائر إلى أقصى حد خلال عملية الإنتاج ، وتثمين ،بعد ذلك، تلك التي لم يتم تجنبها.
من الضروري في المقام الأول، تحسين طريقة جني المحصول واحترام شروط التخزين عند نقل المواد الغذائية. كما يجب على الشركات تحسين عملية التصنيع من حيث الحيز الزمني والطاقة ، مع ضمان صيانة المعدات المستخدمة.
بمجرد اكتمال هذا المسلسل، يأتي الدور على الرسكلة. حيث يمكن بالنسبة لمنتوج الجلبان ،على سبيل المثال، تحويل القشور إلى سماد ونفايات عضوية. ويتعلق الأمر هنا بعملية التخمير اللاهوائي التي تهدف إلى تحويل المواد العضوية وخاصة النفايات العضوية (فضلات الحيوانات ، ركائز النبات) إلى سماد عديم الرائحة أو غاز حيوي