في خطوة تعكس حجم التوتر المتزايد في الشرق الأوسط، اتجهت حاملة الطائرات الأميركية “نيميتز”، التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي، نحو المنطقة الساخنة بين إسرائيل وإيران، بحسب ما رصد موقع “مارين ترافيك” المتخصص في تتبع حركة السفن.
ويُظهر الموقع أن الحاملة تمرّ حالياً عبر ممر ملقة، الواقع بين جزيرة سومطرة الإندونيسية وماليزيا، متوجهة على ما يبدو إلى مياه الشرق الأوسط، حيث يحتدم التصعيد العسكري.
وزارة الدفاع الأميركية التزمت الصمت، ولم تصدر أي تعليق رسمي بشأن هذا التحرك، رغم أن معطيات ميدانية وسياسية باتت تشير إلى انخراط أكبر للولايات المتحدة في الأزمة.
وأفاد مسؤول في الحكومة الفيتنامية، اليوم الإثنين، بأنه تم إلغاء مراسم استقبال كانت مقررة على متن “نيميتز” يوم الجمعة 20 يونيو، خلال زيارة منتظرة كانت ستدوم أربعة أيام إلى مدينة دانانغ الساحلية. ووفق نفس المسؤول، فإن البنتاغون علّل هذا الإلغاء بما وصفه بـ”حاجة عملياتية طارئة”.
وتزامن هذا التطور مع تصاعد غير مسبوق في وتيرة العمليات العسكرية، بعد أن شنت إسرائيل، الحليف الإستراتيجي لواشنطن، سلسلة ضربات جوية مكثفة ضد أهداف إيرانية، ردت عليها طهران بإطلاق موجات من الصواريخ باتجاه الدولة العبرية.
ويُعتبر هذا التصعيد هو الأكبر منذ عقود بين الجانبين، حيث انتقلت المواجهة من حروب الظل والضربات المحدودة إلى صدام مباشر ومفتوح، يُنذر بتداعيات إقليمية خطيرة.
وتُطرح تساؤلات كثيرة في الأوساط السياسية والدبلوماسية حول ما إذا كانت واشنطن تستعد للتدخل بشكل مباشر، أم أن تحرك “نيميتز” يأتي في إطار دعم لوجستي واستراتيجي لإسرائيل، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.
كل المؤشرات تُظهر أن المنطقة تدخل مرحلة شديدة الحساسية، في وقت تترقب فيه العواصم العالمية ما ستؤول إليه هذه المواجهة بين قوتين إقليميتين بحجم إسرائيل وإيران.