يجسد وزير الاقتصاد الموريتاني السابق، سيدي ولد التاه، الذي انتخب اليوم الخميس بأبيدجان، على رأس البنك الإفريقي للتنمية، شخصية بارزة في مجال تمويل التنمية الإفريقية.
وشغل سيدي ولد التاه منصب رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا منذ عام 2015، حيث حوله إلى فاعل استراتيجي في تمويل الاقتصادات الإفريقية. وقد حظي بدعم موصول من الدول الإقليمية، مما يوضح رغبة واضحة من القارة في استعادة زمام الأمور في حكامة هذه المؤسسة الإفريقية الشاملة.
خلال هذه الولاية، يعتزم سيدي ولد التاه تعزيز المؤسسات المالية الإقليمية، وتأكيد الاستقلال المالي لإفريقيا في الأسواق العالمية، واستغلال الدينامية الديموغرافية كرافعة للتنمية، وبناء بنيات تحتية قادرة على التكيف مع التغير المناخي.
مسيرة أكاديمية ومهنية متميزة
يحمل سيدي ولد التاه شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، ودبلوم دراسات معمقة (DEA) من جامعة باريس 7. كما تابع برامج تنفيذية في جامعة هارفارد، وكلية لندن للأعمال، والمعهد المالي السويسري.
وبدأت مسيرته المهنية في البنك الموريتاني للتنمية والتجارة، قبل أن تقوده إلى الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في الخرطوم، ثم إلى البنك الإسلامي للتنمية في المملكة العربية السعودية. وبعد عودته إلى موريتانيا، شغل مناصب مستشار في الرئاسة والوزارة الأولى (رئاسة الوزراء)، ثم وزيرا للشؤون الاقتصادية والتنمية من 2008 إلى 2015.
تحول استراتيجي للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA)
على رأس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA) منذ يوليوز 2015، قاد سيدي ولد التاه تحولا طموحا للمؤسسة.
ففي ظل إدارته، ارتفع الرأس المال المصرح به للمصرف بنسبة 376 في المائة، من 4.2 مليار دولار إلى 20 مليار دولار في 2022. كما بلغت الالتزامات السنوية 2.2 مليار دولار في 2023، مقارنة بـ 250 ألف دولار في بداياتها. وفي يناير 2024، أصدر المصرف أول سندات بقيمة 500 مليون أورو بمعدل فائدة تنافسي قدره 3.75 في المائة.
ويعكس المخطط الخماسي التاسع (2025-2029)، بميزانية قدرها 18.375 مليار دولار، الرؤية الاستراتيجية لسيدي ولد التاه. يهدف هذا المخطط إلى تطوير البنية التحتية، وتعزيز سلاسل القيمة الزراعية، ودعم التجارة والقطاع الخاص، بالإضافة إلى مساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
صفحة جديدة على رأس البنك الإفريقي للتنمية
بفضل خبرته وإنجازاته، يحمل سيدي ولد التاه رؤية براغماتية وقيادة شاملة تمكنه من قيادة أول مؤسسة تنموية في القارة. ويجسد سيدي ولد التاه جيلا جديدا من القادة الأفارقة، يجمع بين الخبرة التقنية، والنزاهة، والشغف بالتقدم.
كما تظهر مسيرته قدرة إفريقيا على إنجاب قادة قادرين على تحويل المؤسسات الدولية من الداخل، خدمة لتنمية أكثر إنصافا واستدامة.